قلوب بلا رحمه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لقد قامت سيده تروى ما فعلته هى وزوجها فى فتاه بريئه فتقول انها كانت متزوجة من رجل ذو مكانه عظيمه وكانا كلما اتت خادمه لتعمل كخادمه فى بيتهما عذبوها بكافة الوان العذاب والتى لاتخطر على قلب بشر وفى ذات يوم من الايام جاء رجل فلاح بسيط ومعه ابنته التى كانت فى الثانيه عشر من عمرها ويطلب من هذا الرجل ان يجعل ابنته تعمل خادمه لديه فى المنزل على انه سوف يرسل من ياخذ الراتب الشهرى منه نظير عمل ابنته ولكن الفتاه كانت طفلة بريئه تشبثت فى والدها كى لايتركها وحدها ولكن ما كان من الاب الا ان تركها وغادر ولما اصبحت الفتاه وحدها قاموا بتعذيبها بشتى الوان العذاب فقالت انها كانت تضربها ضربا مبرحا وانها كانت تجعلها تنام على البلاط فى المطبخ فى برد الشتاء القارص ولم يكتفيا بذلك بل انهما كانا يوصلون بها سلكا كهربيا120 فولت وقد حاولت الفتاه الهرب منهما ست مرات ولكن الرجل كان يعيدها بعد هروبها بساعة واحده وكان امل هذه الفتاه فى اخيها الذى كان يعمل بالخارج سنوات طويلة حيث انه كان يعدها بان يرحمها من هذا العذاب حين يعود ولكن هذا الامل انقطع بعد ان مات اخيها ومنذ اتت هذه الفتاه الى هذا البيت لم تسافر لترى اهلها سوى مرتين المره الاولى حينما مات اخوها والمره الثانيه عندما ماتت والدتها فذهبت فقط لاخذ العزاء فيهما وظلت هذه الفتاه فى هذا العذاب عشر سنوات ولكن من كثره العذاب فيها ضعف بصرها لدرجه انها لم تعد ترى الخضارالذى تاتى به من السوق فكانت تاتى بالتالف منه لانها لم تعد ترى لتفرق بين الجيد والتالف ولما كانت المراه ترى هذا كانت تعذبها اكثر واكثر ولما وجدها الناس على ذلك الحال قاموا بهذه المهمه بدلا منها رافه بحالها وما كان عليها الا ان تقدمه فقط الى هذه السيده وظلت على هذا الحال حتى فقدت بصرها تماما ولما علمت السيده بذلك طردتها ورمتها الى الشارع وظلت الفتاه تتنقل حتى هداها الله الى دار مكفوفين اما هذه السيده فكان ينتظرها الانتقام الربانى لما فعلته فى تلك الفتاه البريئه .
كانت هذه السيده لديها ولد وبنت فى سن الزواج وقد تزوج الولد واصبحت زوجته حامل وكانت هى وزوجها فى انتظار اول حفيد لهما وعندما جاء موعد الولاده وجدوا المفاجاه الكبرى التى لم تخطر لهما على بال وهى ان المولود كان اعمى وكانت هذه هى الفاجعة الاولى بل واصبح زوجها بعدان كان ذو مكانه مرموقه اصبح على المعاش لا يشعر باى وجود له وقد مر عامين على تلك الفاجعة وبعد مرور عامين على الولاده سالوا دكتور متخصص فى ذلك واكد اليهم ان هذا لن يتكرر لان المره الاولى لم يدخل فيها عامل وراثى وبالتالى ظل الوالدين يقنعوا ولديهما ان يتشجع وياتى بالمولود الثانى وبالفعل اقتنع ابنهما بذلك واصبحت زوجته حامل للمره الثانيه واقترب موعد الولاده وظلوا فى رعب وخوف من ان يكون المولود الاخر اعمى هو الاخر ولما جاء المولود الثانى كانت بنت فى غايه من الجمال ووجدوا انها ليست عمياء مثل المولود السابق ولكن المفاجاءه الكبرى كانت اصابه الطفله بالعمى بعد سته اشهر من الولاده فجلست السيده تفكر فيما يحدث لهم وسر اصابه احفادها بالعمى وقد هداها التفكير الى تلك الفتاه التى عذبتها لسنوان وتسببت فى عماها ولم تكتفى بذلك بل رمتها فى الشارع بلا رحمه واخذت تبحث عنها لكى تكفر عن ذنوبها فقد بحثت عنها فى الاقسام والمستشفيات ودور الايتام حتى وجدتها فى دار المكفوفين فجلست بجوارها وذكرت له اسمها وما ان سمعت الفتاه الاسم الا وجدت كل ما عانته من معاناه داخل بيتها كشريط يسير امام عينيها المكفوفتين وقالت لها انتى التى كنتى تجعلينى على البلاط فى البرد القارص ,اانتى التى كنتى تكهربينى باسلاك الكهرباء ,اانتى التى منتى تضربينى ضربا مبرحا ,اانتى التى رميتينى فى الشارع بعد ان فقدت بصرى ماذا تريدين منى بع كل هذا قالت لها السيده وهى اسفة على كل ما فعلت معها ان الله قد انتقم لها منهم شر الانتقام وانها اتت لتربيها مع اولاد بنها المكفوفين لعل الله يغفر لها ولزوجها ذنوبهما التى ارتكبوها فى حقها
وهذه القصه لابد ان تكون عظه وعبره لكل انسان لان الله مهما تركه يطغى فانه سوف ينال جزءه فى يوم من الايام وقد صدق القائل بان الحياه سلف ودين وكما تدين تدان
منقول عن حديث للشيخ محمود المصرى