هذه متفرقات من كتب شتى ، لكن المضمون واحد .. وعجيب ، فتأمل
..!
حُكيَ أنّ بعض العارفينَ خاطَ ثوباً ، وتأنق في صنعته ، غاية التأنق
..
فلما أراد بيعه ، رُد عليه لعيوبٍ فيه ، لم يتبينها !! فبكى
..!!
فقال له المشتري
:
يا هذا لا تبكِ ، فقد رضيت به
..!
فقال له
:
ما بكائي والله لذلك ، بل لأني بالغتُ في صنعته
،
وتأنقت فيه غاية جهدي ، فرُدّ علي لعيوبٍ كانت خفية عني
،
وإني أخاف أن يُردّ عملي يوم القيامة ، وأنا الذي أحسب أنه صالحاً مقبولاً
..!
ومثل هذه القصة .. أو شبيه بها
..
أن أحد الصالحين مر بالسوق ، فإذا بائع يصيح ينادي على بضاعته
:
الخيار العشرة بدرهم ... الخيار العشرة بدرهم
..!!
فما كان من هذا الرجل الطيب إلا أن قعد يبكي ..!!
فقيل له : ما يبكيك ..!؟
قال :
إذا كان العشرة من الخيار بدرهم .. فالأشرار أمثالي بكم ..!!!!!؟؟
ومثلها .. أو قريب منها
..
أن طفلاً كان يرى أمه تخبز في تنور في فناء البيت
..
فلاحظ ملاحظة جعلته يبكي بحرقة
..
فسئل عن سر بكائه
..
فقال
:
رأيت أمي تقذف بالحطب الصغير في النار قبل الكبير
،
وأخافَ أن يقذفَ الله بالصغار في جهنم قبل الكبار ..فذلك ما أرعبني
..!!!
وقريب من هذا
..
أن أحد الصالحين كان ماراً بمضمار سباق للخيل
،
فلقيه رجل يبدو أنه جاء متأخراً ، ويريد أن يلحق بالسباق
،
فسأله بلهفة : من السابق !؟
فقال الرجل الصالح في ثقة : المتقون
..!!!!
.....
أي والله المتقون هم الفائزون ..!!
{
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا
} ..
وكل فوز غير الجنة ، فهو حقير ولو كان كتلاً من الذهب ! وشهرة تملأ آفاق الدنيا
...!
فليضحكوا قليلا .. وربما يبكون طويلاً وكثيراً
..!
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ..فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْد
َ
إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}