--------------------------------------------------------------------------------
سنعـودُ يوماً للديــارِ وتزولُ عاديـةُ التتــارِ
وتغادرُ الصلبانُ مُثْقلـةً بِعـارِ الاندحـارِ وستنطفي نارُ المجوسِ وتضحكُ الدنيا بداري
ويغردُ الحسونُ( 1 ) فَوقَ نوافذي وعلى الجدارِ والوردةُ الْحمراءُ والبيضاءُ ترقـصُ بالجُوارِ
وعلى يسارِ الداخلينَ يموجُ زهرُ الجُلَّنارِ وفراشةٌ مسحورةُ الأَلوانِ تسبحُ في المدارِ
أرواحُنا عرجتْ على أفلاكِهـا .. والبدرُ سـاري
سنعودُ صوبَ ربوعِنا وثقوا سنرحلُ يا صِغاري
عن حارةِ البلدِ الغريبِ وإن بكتْنا عينُ جاري أتعودُ أسرابُ الطيورِ ؟! ولا نعودُ إلى الديارِ !
يا معشرَ الأحبابِ معْذرةً .. نأى عنكمْ مَزاري واللهِ ما كانَ التغرُّبُ عنْ حماكُم باختياري
سنعودُ يوماً للحمــى سنعودُ.. كونوا بانتظاري
سنعودُ رغمَ أُنوفِهِمْ ونقولُ في وَضَح النهارِ :
هُنِّئْتَ يا وطـني ! لقــدْ رحلتْ عصاباتُ الدمارِ
( المجلسُ الأدنى ) ومَـنْ فيـهِ تعمّـمَ بالشَّنارِ
والحوزةُ العمياءُ جلَّلَها الهوانُ بكلِّ عارِ
يا زمرةَ الأفيون ! يا ( بدرَ ) العمالـةِ والعُهـارِ
خلُّوا بنـي ساسانَ عنْ بلدي .. وولُّوا عنْ دياري
ما عادَ في عرَصاتِها لوجودِكم أدنى اعتبارِ
عودوا إلى نيرانِكم لا نارَ ما بينَ النهارِ
عودوا إلى طهرانِكم فيها بيوتُ ( النَّوبَهار )( 2 )
بغـدادُ تلعنُكم وهارونُ الرشيدُ وذو الفِقارِ
والأرضُ تلعنُكم وتلْعنُ (رستماً) وتصيحُ : ثاريأين المفرُّ ؟! ولا مفرَّ وهذه أُسْدُ البراري
عادت فعودوا مثلَما كنتم ولوذوا بالفرارِ
وحَذارِ من صولاتِنا نبَضُ الجدودِ بها.. حذارِ
خلوا..! فقد عاد المثنّى.. عاد سعدٌ والغفاري عاد ابنُ مكتومٍ بِرايَتِهِ يزمجرُ في القِفارِ
وسُراقةُ الموعودُ يَهْتِفُ : أين يا كسرى سواري ؟
وابنُ الوليدِ بسيفِه الْمسلولِ يجتاحُ الصحاري
وهَفتْ بنا الذكرى إلى (ذاتِ السلالِ) و(المَذارِ)( 3 )
ومضت تُرفرفُ تلثمُ الأمواجَ في (ذاتِ الصواري)
عُدتم.. ولكن عــودةً أبداً تؤولُ إلى انحسارِ
فأصولُ أشجارِ المَجوسِ خبيثةٌ : ما من قرارِنَجتثُّها نجتثها !! واللهِ.. أُقسمُ لا أُماري
أحْلَلْتموا يا مُجرمونَ ربوعَنا دارَ البوارِوجعلتُموها مسرحاً للنائمينَ على القَذارِ
تاريخُكم مرُّ المَذاقِ و(عَلقميُّ) الإنحدارِعدتم.. وعدنا ، إنما عُدنا لإعمارِ الديارِ
عدنا لنرفعَ رايةَ التَّحريرِ جذلى بانتصاريليغردَ الحسونُ فَوقَ نوافذي وعلى الجداروالوردةُ الْحمراءُ والبيضاءُ ترقصُ بالجُوارِ