نسمة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نســـــــــــــــ أمل ـــــــــمات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عبق الحياة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نسمة أمل
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
نسمة أمل


عدد الرسائل : 4364
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

بطاقة شخصية
ملاحظاتي:

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 06, 2007 4:32 pm

عبق الحياة 1186699365_3abaq
عبق الحياة 1186919383_2331
عبق الحياة
الجزء الأول

حصل ما لم أتخيله

لدي ذكريات اود ابقاءها و لكن.. أحيانا أفضل نسيانها .. حتى لا تبعثر طريقي.. طريق إلى حياة أنسى ما فات و ما حدث.. حياة أؤمن فيها بما جاء في قدري.. أحيانا هذه الذكريات تبقي فيا أملا.. نعم أملا.. و أتمنى ان لا انساها أبدا... و هناك شخص ما يحاول ان يجمع ذكرياتنا و حياتنا معــــا.. حتى يكون الطريق الذي نسلكه سليما و ناجحاً.. لا أنسى القول.. هي نبتة حياتنا و هي عبقهــــا... أحبكِ و سأظل مخلصـــة لكِ الى الأبد..

ادعى مي.. عمري 15 سنة..لدي ستة اخوات.. أكبرهن أختي الحنونة ريم عمرها 18 سنة.. و بعدها تأتي لمـــا عمرها17 سنة..و يارا في 14 من عمرها و اخوتي آية و شهد عمريهما 6 و 5 و اختي الاخيرة هالة عمرها سنة...
مر أسبوعان على وفاة والديّ في حادث السيارةٍ مؤلم و كان موتهما صدمة كبيرة لنا ، لم أتخيل في حياتي انني سأفقدهما يوما، أمي و أبي كانا عبق حياتنا،كيف سنعيش من دونهما..، إخوتي... كيف ستتحملن هذا ؟! ..

غيرت ردائي الأسود و توجهت إلى الأسفل لأرى إخوتي.. آية و شهد كانتا نائمتان على الأريكة و يارا تلاعب اختي هالة الصغيرة و لما واقفة بجانب الشباك تتامل الى الخارج..توجهت نحوهها " لما، أين ريم؟"..

نظرت نحوي بغضب و أعادت النظر الى الخارج و قالت:" كيف تسأليني، و هي لا تخرج من غرفتها منذ أسبوعين؟".
لا بأس فريم كانت اكثرنا تعلقا بوالديّ..
توجهت نحو اخوتي الصغار و جلست بينهم على الأريكة و أخذت هالة من يدي يارا.. أتت لما و جلست بجانب يارا..:" هل تعتقدن أن أعمامنا سيعتنون بنا؟"..
هذا صحيح.. لم أفكر في هذا ابدا.. من سيكون مسؤولا عنا؟! ..
أجابت يارا:" ياااع.. لا أتخيل تفسي العيش مع أشخاص بخلاء أبدا.."
" اصمتي يا يارا.. ولا تقولي انهم بخلاء.." صرخت لما في وجه يارا.. عصبية كعادتها...
" لا تصرخي في وجهي أيتها الفهيمة!! هل ترغبين في العيش معهم ؟؟!! "
-" لما لا ؟؟!! انهم أعمامنا و هم مسؤولون عنا.."
-" ألا تتذكرين.. كيف طردو والدي في آخر مرة ذهبنا لزيارتهم..؟!"
" بالتأكيد أذكر ذلك.. لا تنسي أن والدي جلب هذا لنفسة.."
-" كيف تتجرأين لتقولي هذا لأبي.."
و بدأت الأصوات تتعالى.. لم أستطع فعل شيئا.. فلما أكبر مني لا أستطيع الصراخ في وجهها..
و بدأت هالة بالبكاء..و ركضتا آية و شهد خلفي خائفتان..
" توقفا.. أرجوكما.."
" لا تصرخي في وجهي أختك الكبري يا يارا!! مع من تريدين البقاء هنا ، قولي لي؟؟!! "
غضبت يارا و وقفت امام لمــــا و صرخت بصوت عال: " سنبقى هنا مع ريم..هي من سترعانا.."
دفعت لمـــا يارا الى الخلف و صرخت:" ريم ريم ريم ريم، اذا كانت حقا ترغب برعايتنا، لن تبقى في غرفتها منذ أسبوعين دون ان تسأل عنا.."
و بدأتا تتشاجران و كل واحدة تدفع الأخرى.. و صوت بكاء هالة و آية و شهد تتعالى..
"آية احملي هالة ، سأعود فورا.."
ركضت متجهة الى غرقة ريم.. أكبر اخوتنا..
طرقت الباب ، لم تجب .. طرقت مرة أخرى و لم تجبني.. فتحت الباب.. رأيتها نائمة على سريرها الكبير..بلباسها الأسود... و قطتها الشعراوية في حضنها..
نائمة كطفلة صغيرة...
توجهت نحوها و رأبت الدموع على خديها.. " أأنت نائمة يا ريم؟!"
مسحت شعرها الأسود.. " ريــــمـ " يا ربي ساعدني... ماذا سأفعل؟! سأتركها و سأذهب و احاول اهدأ هما بنفسي..

----
لست نائمة يا عزيزتي.. فأنا أسمع صراخ أختيّ .. و أعلم لما أتيت إلي.. لكي أوقف الشجار كما كانت تفعل أمي .. مي.. اختي .. لا أستطيع النظر في وجوهكن .. لا أعرف اذا كنت قادرة على الاعتناء بكن...
نهضت من سريري.. توجهت نحو مكتبي.. ادقق النظر على صورتنا العائلية ..
" أمي.. أبي.. لقد تركتمانا مبكرا.."
أمي لا أستطيع تحمل شقائهما..فأنا لست مستعدة لذلك ..
لا .. لا أستطيع
دائما افكر بانني الأقوى و أردد القول
ريم .. ريم القوية كما قلت يا أمي ..
أنا اختهن الكبرى..
لما.. مي... يارا.. آية.. شهد... و هالة..
لكن.. كيف سأدبر أمرهن؟
لم أستطع تحملهن حتى في وجدوكم..
فكيف الآن؟
كيف يتخيلن ان فتاة في عمر السابعة عشر تتكفل بأمرهن جميعا..
---

يالهي ما زالتا تتشاجران. أمي أين انتِ؟!
ما الذي سأفعلة يا أمي.. ؟!
جلست على الارض و في حضني هالة و بدأت بالبكاء..
" مي.. لماذا تبكين يا أختي؟! " قالت لي شهد بصوتها الطفولي..و هي تضربني بقوة على كتفي
" لا شي يا عزيزتي.."
و فجأة بدأت آية بالبكاء ثانية.. و أنا لم أستطع التوقف عن البكاء
بكيت بصوت عال.. تبعتني شهد..
و توقفتا يارا و لما عن الشجار.. و نظرتا نحوي..و قالتا:" مي.. آية .. شهد.."
أجبتهما:" أرجوكما توقفا عن هذا..! ، لو كانت أمي هنا..ماذا كنتما ستفعلان..؟! " [صمتتا..و جلست يارا على الأريكة و لم تتفوه بأي كلمة و جلست بجانبها لما..
" صدقانني .. ريم ستكون موجودة ..ولن تقصر أبدا.."
" نعم.. سأفعل هذا يا مي و لن أخيب ظنك " رفعت رأسي و اذا بابتسامة ريم ..مسحت شعري و حملت هالة التي كانت في حضني
" ما بكن أيتهن الغبيات .. لما تبكين؟! " و جلست بجانب يارا..تداعب هالة ..
أحقا! ! أهذه ريم حقا..!
ركضتا شهد و آية نحو ريم.. و تبكيان
"ما بكن؟!" قالت ريم و بدأت بالضحك...
"لما .. يارا .. ما بكما تتشاجران؟!" سألت ريم .. كعادتها هادئة و ابتسامتها لا تفارقها..
حاولت يارا تفسير الأمر .. " اننا... كنا .. ننــ .."
قاطعتها لمـــا:" لماذا تحاولين تبرير الأمر .. فهي غير مهتمة؟!"
أجابت ريم:" و لما كل هذا الغضب يا اختي لمـــا؟!" و ضحكت..
و أكملت القول:" لماذا لا نجنمع في غرفة الطعـــام .. و نتحدث و نقرر بهدوء .. بعدما تذهبن انتما يارا و لما ترتاحان في غرفتيكما .. و ستعد لنا مي كعادتها كعكا لذيذا..ما رأيكــــن؟!"
ريــم.. دائما .. قرارها بعد الشجار هو الراحة و كعكا من اعدادي .. ابتسمت و نظرت نحو لمـــا التي توجهت الى الأعلـــى بعضب شديد..بعدما همست " بليدة.." و أغلقت باب غرفتهــــا بقوة..بينما يـــارا بدأت تحدق في عيني ريـــم .. و هي غاضبة ايضـــا .." ريـــم.. حاولي انت تبحثي لنا حلا و الا سأخرج للرياضة و لن اتوجه الى غرفتي في المرة المقبلة ..!"
اجابتهـــا ريم بهدوء :" سأحــــاول .. اذهبي الى غرفتك الآن يا عزيزتي.."
حدقت بها يارا ، كانت ترغب بقول شيء ما .. لكنها توجهت الى غرفتها دون ان تقول شيئا..
تركت ريم هالة بين يدي آية وأشغلت التلفاز..و قالت:" استمتعا بمشاهدة التلفاز.. فأنتن لم تشاهدن برنامجكن المفضل منذ اسبوعين"
آية و شهد لم تتفوها باي كلمة..
ثم ريم توجهت الى غرفة الطعام..

---
يا الهـــي .. لا اعرف كيف سأتصرف الآن ... كيف سأخطط .. كيف سأقنعهــــن؟.. هل استطيع تكفل مستقبلهن جميعهن؟ .. كيف سأفكر بالغد ؟!ريـــــــــــــــــــــــــــم .. لا انت لا تستطيعين فعل شيئـــا ما .. هل عليكِ توجه الى أعمامك..
لا ..
لقد طردونا في يوم العيـــد .. نعم .. لقد طرد أبي... كما انني لم ألاحظ وجودهم في العزاء... انهم يكرهوننا .. فكيف يهتمون بنـــــــــــا؟! ...

----
قمت باعداد كعك الفريز التي تحبه ريم..و اعددت واحدة أخرى من الشوكولاه للما حتى لا تقول كعادتها .. انا احب ريم اكثر منها.. اه يا لمــــا لو كنت فقط لا تتحسسين في الأمور ...!
سمعت صوت جرس البـــــــاب.. " من يا ترى يزورنا الآن؟!"
ركضت شهد الفضولية كعادتهــــــا و تصرخ" لقـــــد عادا!"
من يا شهد؟! من تقصدين؟!
" لقد عااااااداا... بابا و ماما ..."
باابا... و ماما ... شهد.. لم تفهم حتى الآن .. انهما لن يعودا..
نظرت نحو ريم التي خرجت من غرفة الطعام.. تحدق نحو شهد.. بصمت .. ركضت نحوها و أمسكت بها و حملتها...
ماذا ستقولين لها يا ريم؟ كيف ستقنعيها .. انهما لن يعودا..
قالت ريم لها بابتسامة :"لنذهب معا .. و لنرى من؟!"
ريــــم.. هل هذه هي اجابتك لها؟!



عنوان الجزء القادم :"وصية والديّ"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amli.ahlamontada.com
نسمة أمل
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
نسمة أمل


عدد الرسائل : 4364
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

بطاقة شخصية
ملاحظاتي:

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 06, 2007 4:33 pm

عبق الحياة
الجزء الثاني

وصية والديّ
ارتديت شالي الأسود..و أمسكت بيد شهد.. و فتحت الباب .. ثم توجهت الي الباب الخارجي التي نبتت بجانبيه ورود كثيرة و انا لم ألحظ ذلك .. فتحت الباب .. اذا بامرأة ترتدي العباءة و الشال .. تبتسم لي.. بيدها حقيبة بنية اللون.. و سألت:" مرحبا يا اختي.. هل هذا منزل ريم احمد .؟"
-" نــ نــ نعم .. انا ريم .."
-" أدعي منال.. محامية الخاصة بكم... لدي اجراءات مهمة علي ان انهيها معك؟!"
-" محامية؟!"
ابتسمت و قالت:" هل يمكنني الدخول ..؟!"
-" بالطبــــع .. تفضلي من هنـــا..."
دخلت المنزل و قالت: " واااااو .. ما اجمل هذا المنزل.. مغط مساحته بالاشجار و الورود.. و نافورة الماء... راااااااائعة و البلكون الذي في الاعلى "
-" شكـــرا سيدتي.." ... لقد حرصت امي على الاهتمام بهم ..و نحن لم نسقي الزرع منذ فترة ..
سحبت شهد بكم قميصي .." أين ماما ؟ لم تأتي؟!"
-" شهد..!"
ماذا سأقول لها...شهد عزيزتي .. كيف سأشرح لك الامر
-"ريـــــــــــــــــم.." نادتني
-" نعم يا اختي.. ستأتي قريبا.."
نكست وجهها على الأرض.. و قلت لها :" هيا بنا الى الداخل.."
و توجهت الى الأمـــام .. رأيت المحامية تحدق في خلفي..نظرت الى الخلف و رأيت شهد ما زالت واقفة و لا تتحرك...
ناديتها :" شهـــــــــد ... تعالي..هل تريدين ان تفوتي الكعك الذي تعده مـــي..؟!"

نظـــرت نحوي بحزن .. لكنها ركضت الى الداخل .. دون ان تقول لي شيئــــا .. نظرت نحو المحامية و قلت لها :" تفضلي يا سيدتي.."
دخلنـــا الى الداخل .. جلست على الأريكة تحدق بالديكور .. ثم قلت لها :" سآتي فورا.." دخلت مسرعة نحو المطبخ و رأيت مي تمسك بصحن الفرن بينما آية تحدق بالفراولة .. طلبت من مي ان تعد العصير و من آية ان تذهب لمناداة لما و يارا..
---

جلست على الأريكة في انتظارهم و انا احدق على هذا المنزل الفخم و الأثاث الفخم.. ستكون هذه الفتاة محظوظة بامتلاك منزل كهذا..مرت فتاة صغيرة تركض.. و لديها شعر أسود طويل ...لولبي و خصلات بنفسحية من اسفله.. تسريحة غريبة.. من اخترعه يا ترى؟ توجهت الى اعلى ببطئ و تحدث نفسها:" يارا .. لما ... لما ... يارا." تبدو لطيفة للغاية ..

نظرت نحو الباب الزجاجي المزخرف بنقوش رائعة.. ارى خلفة حوظ سباحة كبير.. و بجانبه أغراض السباحة .. و ارجوحة.. و ألعاب الاطفال..يبدو ان ذلك المكان اعد فقط للسباحة و التسلية... و رأيت الطفلة الصغيرة التي استقبلتني امام المنزل.. بشعر بني قصير .. و ترتدي شريطا اسود.. تلعب بأرانب بيضاء بعضها صغير و الآخر كبير..
-" أهلا بك سيدتي.."
نظرت الى الأمام .. انها الأخت الكبرى ريم.. مبتسمة .. بشعرها البني الناعم الذي يصل طوله الى كتفيها.. و عينيها الخضراوتان..بيضاء البشرة .. تبدو بالفعل عاقلة..ابتسمت لها و قلت :" أين اخوتك؟!"
أجابتني :" سيأتو الآن"
-" جيـــد"
- تبتسم لي ..ثم قلت:" أتيت هنا لأخبرك عن وصية ابيك .."

شعرت انها تفاجأت .. لم تجبني بل ابتسمت .. أتت فتاةً أخرى تسلم علي.. انها تشبه أختها تماما .. لكن شعرها بني أغمق و طويل جدا .. جلست بجانب اختها دون ان تقول شيئا آخر و تبعتها فتاةً أخرى .. لديها شعر أسود مثل تسريحة الفتيان.. لكنه أطول قليلاً .. و هي تحمل فناة صغيرة يبدو ان عمرها سنة .. تشبهها.. تضحك و تقول بصوت عال:" مرحبا مرحبا بك سيدتي .. أسعدتينا و شرفتينا بزيارتك.." و تصافح يدي بقوة.. صرخت الفتاة ذو شعر البني الطويل:" توقفي يا بلهاء..!"
-" لا تناديني بالبلهاء يا عجوز"
-" توقفا لما ... مي.." قالت الأخت الكبرى دون اي غضب
" اعذرينا .. يمكنك ان تكملي الحديث" قالت ريم..
ابتسمت .. " طبعا كل ما اقوله لكم ..هو بالضبط ما اوصاه والدكم.."
أتت فتاة اخرى قاطعتي " اسمحي لي سيدتي تقصلي العصير.."
-" شكرا لك عزيزتي .. "
بينما هذه الفتاة .. لديها شعر اسود غامق و لولبي من اسفله و بعض الخصلات بلون بنفسجي غامق .. و طول شعرها يصل الى كتفيها .. التسريحة الغريبة من جديد.. هل تتبع الموضة الغريبة.. ام ماذا ! ..و تبدو بغاية الجمال و اللطف.. أشكالهن رائعة .. كل واحدة اجمل من الأخرى .. ههه يبدو انني مستمتعة بوصف اشكألهن .. لـأكتب اجمل تقرير عنهن ...
جلست هي بجانب اختها ريم.. و همست " اين شهد؟!"
-" انها تلعب مع الأرانب.." أجابتها اختها ريم
نظرت نحو الباب الزجاجي و ابتسمت..
ثم سألت :" هل ساكمل؟!"
" نعم... سيدتي.. اعذرينا!!.."
... ثم اكملت :" لقد تخلى أعمامكم عن وصايتكم .."
رأيت علامات التعجب على وجوههن و كل واحدة تنظر في وجه الأخرى .. عدا الأخت لما .. نكست وجهها على الأرض .. بدت غاضبة.. و اختها يارا تنظر نحوها بابتسامة خبيثة ...
ثم سألت ثانية :" هل سأكمل ؟!"
-" بالتـــأكيد يا سيدتي...لكن.. من هو المسؤول عنا الآن؟ مع من سنذهب؟!" سألتني ريم
و تبعتها أختها يارا:" هل سيأخذونا الى الميتم؟!"
نظرن أخواتها نحوها .. و في وجوههن علامات التوتر.. يبدو انهن لم يفكرن بالميتم..
-" لا تقلقن.. لا داعي للخوف.. ستبقين جميعكن هنا.. و هناك شخص سيرعاكن بكل تأكيد.."
جميعهن سألنني بصوت عال:" من؟!"
-" ههههه .. هدأن من روعكن.. انها اختكن الكبرى ريم.."
صرخت يارا من الفرح و هي تعانق اختيها الصغيرتين هالة و آية " أرأيتن؟ انها ريم.. يا الهي .. قضيت وقتي كله أفكر نفسي ان هناك شخص غريب سيدخل حياتنا ...ههههههههههه"
ابتسمت ريم.. و نظرت نحو لما.. التي كانت تنظر نحوها بابتسامة أيضـــا..و قالت مي:" هذا يعني اننا لن نذهب الى الميتم.."
-" لا و الف لا.. ما دام اختكن هنا و ستوافق برعايتكن و التكفل في اموركن..فهي في مرحلة قادرة على العمل و تكفل المسؤولية.."
-" بالتأكيد ..ستوافق..ليس لنا غيرها بعد والديّ" قالت يارا و هي فرحة للغاية..
" نعم .. بالتأكيد " أجابت ريم
-" اذا وقعي هنا.."
اعطيتها الورقة .. و قرأت ما فيه .. ثم كتبت اسمها في مكان التوقيع..
" كما انني سأعطيكم بطاقة البنك.. و ستكون معك يا ريم.. و فيه كل أموالكن .. ستنزل كل شهر..و حاولو ان تقسمو اموالكن فيما بينكن بالانصاف.."
-"بالـتأكيد سنفعل..... شكــــرا لكٍ" أجابتني بهدوء تام.. ثم قالت بتردد:" ماذا عن منزلنا؟!"
-" المنزل؟! ما به؟!"
-" نعم المنزل .. انا خائفة من أعمامي... لا سيما ان هذا المنزل اعطاه جدي لأبي.."
ابتسمت لها و قلت:" لا داعي للقلق.. فوالدكم كان شخصا حريصا.. و كان يفكر في كل لحظة من حياته .. كيف ستكون او ماذا يفعل به.. ففعل كل ما هو المطلوب.. "
بدأن جميعهن تحدقن بي.. و اكملت قولي:" لقد اوصى والدكم ان يكتب هذا المنزل باسمك و باسم اخواتك.."
-" هذا يعني .. ان هذا المنزل كان باسم والدي.. "
-" نعم .. بالتاكيد..و انا متأكدة انك تحافظين على كل صغيرة .. و ستكونين مثل والديكِ.."
-" بالتأكيد .. سأفعل.."
-" و كما ان التعاون مطلوب و بشدة .. فلن تستطيعو ان تفعلو شيئا من دون تعاونكم و تفاهمكم لبعضكن.."
-" انا واثقة تمام الثقة من اخواتي.. فجميعهن متعاونات و متفاهمات و يحبن بعضهن البعض..و انا متأكدة انهن ستتفاهمن معي.." قالت لي ريم
ضربت يارا على ظهر لمــا و وضعت يديها حول رقبتها و قالت :" بالتأكيـــــد.. نحن نحب التعاون .. و الشجار دليل على المحبـــــــــة.." و ضحكت بصوت عال..
شدت لمـــــا خدها.. و قالت :" ليس دائمــــــا" و ضحكتا..
يبدو انه لا داعي للقلق .. فجميع الامور ستكون على ما يرام..
--------
مر الوقت سريعا..و المحامية تشرح لنا كل ما وصاه بنا والدينا رحمهم الله..و انهت المحامية بالشرح.. و قالت: " هذا كل ما لدي الآن.. اذا كنتن ترغبن بالمساعدة لا تترددن بالاتصال.. و هذه هي بطاقتي.."
-" شكرا لك سيدتي " قالت مي..
-" لا داعي للشكر .. فهذا من واجبي.."
هذه السيدة لطيفة للغاية..
تبعتها الى الباب الخارجي و ودعتني و قالت لي:" كوني قوية.. و لا تدعي بشي يسيط ان يأثر بسعادتكن.."
" بالتاكيد سيدتي ... سأفعل .. شكرا لك.."
ابتسمت و قالت لي:"هناك شخص ما سيتكفل بأمور أخرى .. و سيظل معكم" و ثم خرجت..
من كانت تقصد يا ترى ..
دخلت المنزل و أرى آية و يارا تلعبان بالوسائد و مي تحادث لما و بجانبها هالة الحلوة التي تضرب بلعبتها على الأريكة..و لكن اين شهد..؟
توجهت نحو حوض السباحة و رأيت شهد نائمة على الأرض
-" شهــــد" يا الهي بدأ الاهمال من بدايته
توجهت نحوها و حملتها لكنها استيقظت في حضني
-" مساء الخير شهد.."
-" ريـــم"
-" أهلا .. أهلا.. هي لنأكل الكعك.."
-" الكعك!" قالت بفرحة
-" نعم الكعك..!"
-" ياااااااااااي..أنزليني .. أنزليني.."
أنزلتها و بدأت بالركض نحو الصالة تقلد الطائرة و تصرخ " الكعك .. الكعك.."
تبعتها الى الصالةو قلت لهن " اذهبن لتأكلن الكعك..في غرفة الطعـــام.."
-" حاااااااااااااااااااااااااااااضر.." صرخت يارا و ركضت نحو المطبخ .. متحمسة كعادتها
و تبعتها آية و هي تصرخ بصوتها الطفولي و الخجول :" أنتظريني.."
-" الحقيني ان استطعتي .." تصرخ يارا من بعدها..
و قالت مي:" سأذهب لأجهز الكعك قبل ان تلتهمة يارا بأكمله.."
خرجت يارا من المطبخ" ماذا تقصدين يا مي؟!"
أجابتها مي :" لا شي...عودي الى المطبخ"
-" شكرا لك عزيزتي" قلت لمي وتوجهت مي الى المطبخ..
بقت لما جالسة على الأريكة غاضبة ..توجهت نحوها و حملت هالة :" تعالي يا حلوتي.."و هالة تضحك
و جلست بجانب لمـــا
-" لمــــــا.. أشكرك على موافقتك في البقاء هنا معي.."
-" لا داعي للشكر.. ستظلين أختي الكبرى التي أحترمها.."
ابتسمت لها..و مسحت شعرها...ثم قالت لي:" لم أتخيل في حياتي .. أكون جالسة هنا في الصالة .. أسمع وصية والدي .. فعادة أسمع قصصه الرائعة.."
-" لمـــــــــا؟!"
بدأت الدموع تسيل من عينيها و من ثم مسحت الدموع بيديها و قالت:" و أمي.. كنت أسمع نصائحها لي و هي أمامي.. بابتسامة تشرح صدري ..لكن الآن شخص آخر يقرأ لنا ما قالته"
نظرت نحوي و اكملت"...ريم.. لقد اشتقت لهما.."
احسست بدقات قلبي السريعة .. جلست في غرفتي و ظننت انني الوحيدة التي تشتاق لهما.. لكن ..اخوتي لم تشأن ان تظهرن مشاعرهن خوفا ان تبقى عائقا.. لما.. لم أفكر بكن أبدا و كيف انتن؟! "
نظرت نحو لما و لم افعل شيئا بل نكست رأسي.. و بدأت بالبكاء.. هذه اول مرة ارى لما تبكي هكذا بعد العزاء.. بدت فقط غاضبة..
لم اوقفها عن البكاء أبدا.. ابكي يا لما .... ابكي.. لا بأس
يا الهي ساعدني في هذه المسؤولية يا رب.. ساعدني في تكفل امور اخوتي ...
نظرت نحو المطبخ رأيت مي واقفة تنظر نحو لما بكل حزن ... ثم توجهت الى المطبخ دون ان تقول شيئا ...
و يارا أمسكت بيدي آية و شهد .. اللتان كانتا واقفتان تنظران نحو لما أيضــــا و دخلت معهن الى غرفة الطعام..
" اخواتي.."
يا الهي ... اطلب منك الرحمة و المغفرة .. يا رب اجعل دروبنا مصباحا تملأه نورا لا ينطفي...


الجزء الثالث:" ريم.... ستتركنا!"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amli.ahlamontada.com
نسمة أمل
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
نسمة أمل


عدد الرسائل : 4364
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

بطاقة شخصية
ملاحظاتي:

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 06, 2007 4:34 pm

عبق الحياة
الجزء الثالث
ريمـ .. ستتركنا..!


كيف استطعت النوم بالأمس.. بعد ركلات شهد و يارا..لقد نمنا جميعنا في غرفة والدي ... على السرير الكبير... و يبدو اننا سنفعل هذا كل يوم.. الا لما نامت في غرفتها لأنها كانت مرهقة... توجهت الى المطبخ و اخرجت بعض البيض من الثلاجة و الحليب و أعددت لاخوتي فطورا خفيفا.... ما هي الا دقائق و حتى رأيت مي تدخل المطبخ:" ريم لما لم توقظيني ؟! "
ابتسمت لها و أجبتها:" لا عليكٍ..صباح الخير"
-" صباح النور ... لكن كنت سأجهز الفطور...."
-" ههههه ، شكرا لكٍ عزيزتي.. هيا اجلسي و تفضلي فطورك.. "
-" شكرا لكٍ ريم.."
-" لا عليكٍ يا اختي..."
جلست بجانبها ... و اخذت لي كأسا من العصير.. و قلت:" السنة الدراسية الجديدة تبدأ بعد أسبوع.."
-" هذا صحيح.... ريم..ألن تعودي الى جامعتك في ..."
-" صباااااااااااااااااااااح الخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــر"
-" بسم الله ...." فاجأتنا يارا بصوتها العالي...
-" هههههههههههههههه .. هل أفزعتكما؟! " قالت يارا و هي تضحك
-" نعم ...!! " قالت مي و بصوت غاضب..
-" ههههههههه، و هو المطلوب "
-" يالهي منك يا يارا !" قالت مي
-" ههههههههههههههه"
رائعة انت يا يارا... مبتسمة و مرحة في معظم الأوقات ...
-" أين فطوووري يا ريــــــــــــــم؟! " سألتني يارا بصوت عال و جلست امام مي
" يارا .. أهذا هو اسلوب فتاة ناضجة ... لا تصرخي على أختك الكبرى .."
-" هههههههه... لا بالتأكيد لكن لا بأس هذا مع ريم ... فهي لن تقول شيئا.."
-" ياااارا.."
-" ههههههه .." و ضحكت يارا
-" ههههه لا بأس يا مي ... نحن اخوات لا داعي للرسميات.." قلت لمي
-" انت محظوظة يا يارا لأن ريم تدافع عنكٍ" قالت مي
ضحكت يارا و قالت:" هههه، ريم ستفعل هذا كل يوم ..هذا يعني انك لن تستطيعين منعي من شيء...هههههه"
-" ياااااارا.." صرخت مي في وجهها
و يارا ما زالت تضحك...
-" هيا كفاكما شجارا.. أصبحنا و أَصبح الملك لله.."
فرددتا خلفي" أصبحنا و أصبح الملك لله .."
"جيد .. سأتركمهما و سأذهب للصغيرات .."
---
بينما انا في طريقي الى الأعلى .. سمعت صوت هالة تبكي... ركضت نحو الغرفة و اذا بلما تحاول تهدءتها و تمسح شعرها و آية تنظر نحوها
-" يالهي ماذا جرى؟!" سألتُ لما
صرخت في وجهي :" و تسأليني ماذا جرى؟! كيف تفكرين في ترك طفلة صغيرة على السرير وحدها ...؟! لقد وقعت من السرير"
سكت لبرهة... ثم قلت:" آية و شهد كانتا معها.."
-" هل تظنين ان طفلتين سترعيان طفلة... بالإضافة إلى أن أية و شهد كانتا نائمتين هنا... كم أنت غبية!"
-" لا داعي لأن تصرخي في وجهي يا لما.. "
-" و كيف لا أصرخ ... ماذا لو تألمت هالة أكثر.."
-" انه مجرد خطأ يا لما ..."
-" خطأ..!! هل تقولين هذا خطأ ..! تهتمين لأمركٍ فقط..! " قالت لما و هي تصرخ في وجهي .. ثم استيقظت شهد تنظر نحو لما باستغراب
-" لما ... لا داعي لكل هذه العصبية ...لقد استيقظت شهد.."
-" آهٍ منك يا ريم ...! "
خرجت من الغرفة و هي تحمل هالة و دفعتني الى الخلف ... من الآن فصاعدا ستنام هالة عندي... "
و أغلقت باب الغرفة في وجهي ...
لم اتفوه بأي كلمة و آية و شهد تنظران نحوي بتعجب... و فتحت مي الغرفة " ما الذي يجري؟! لما كل هذا الصراخ...؟! "
لم أجبها .. لكنني توجهت نحو آية و شهد .. و قلت:" هيا لنستحم ..." و أمسكت بيديهما و ذهبنا نحو الحمام ....
--
" لو كنت مكان ريم ... لصفعت لما! "
-" أحقا؟! اذا ستموت لما من صفعاتك يا يارا !"
-" هذا أفضل يا مي... لا أدري لماذا تحب ان تتشاجر مع ريم دائما..؟!"
-" تعلمين انها عصبية المزاج.. "
-" عصبية ... عصبية .. اذا سأفعل ما أشاء لكي لا تقول لي ريم شيئا لكوني عصبية..."
-" يارا... ريم تعرف ما تفعل .. لنترك لما و شأنها ..!"
"لكن لمـ .. "
قاطعت يارا عن الحديث:" اصمتي ... لابد انها لما.."
دخلت لما .. و هي تحمل هالة ... و تداعبها و تضحك معها و جلست في احد الكراسي و قالت :" صباح الخير.."
-" صباح النور .." قالت يارا بصوت غاضب
-" صباح النور يا لما.." اجبتها و لكنها كانت تنظر بعجب نحور يارا الغاضبة..و سألتها :" ما بك؟!"
قاطعتها بالسؤال و قلت:" كيف كانت ليلتك..؟!"
-"هههه لا بأس بها.. الا انني حلمت بأنني احصل على سيارة.."
ابتسمت و قلت :" اه جيد ..نأمل بذلك.."
و لكن يارا قالت:" مثل ما قلتٍ انه حلم .."
-" ما بك أيتها البلهاء ... الغاضبة؟! "
-" من هي البلهاء يا غبية؟! لا تسمعينا حديثك ... فالسيارة التي اشتراه والدي لريم فقط! "
-" أنا لم أتحدث عن سيارة ريم يا غبية ؟!! و لا تصرخي في وجه اختك الكبرى.."
اعطتني لما هالة في يدي و توجهت نحو يارا تصرخ:" لست بحاجة الى أغراض ريم ...! فلا شأن لي بها ... أفهمت ؟! "
-" و من قال انه لا شأن لكٍ؟ من هي أول من غضبت عندما قال أبي انه سيسمح لريم بأخذ دروس القيادة ها؟! و من أول بكت عندما قال ابي انه سيشتري لريم سيارة و من التي غضبت عندما دفع أبي مبلغاً لمساعدة ريم في بعثتها الدراسية خارج المدينة ؟! و من التي غضبت عندما قال أبي انه سيشتري لريم هاتف نقال؟! هااا؟ فاضطر ابي لشراء هاتف لكٍ أيضا .. قولي لي يا مدللة؟!"
-" ماذا؟! مدللة؟! " صرخت لما
انهما تتشاجرا ثانيةً ...
-" هذا يكفي يا يارا..." قالت ريم و هي تمسك بيد يارا
عم الهدوء ... و اذا بصوت جرس الهاتف يرن ... و يارا و لما تحدقان بريم ...
رفعت السماعة قائلة:" السلام عليكم .... بخير الحمدلله ... نعم ... نعم ... انها هنا... " نظرت نحو ريم و قلت:" ريم المكالمة لكٍ.."
-" لي؟! .."
هززت رأسي ايجابيا .. أتت نحوي و اعطيتها السماعة
"السلام عليكم.. ريم تتحدث.. مرحبا سيدي... نعم ... طلبت ذلك.. اجل ... نعم ...... شكرا لك "
استمر الحديث بضع دقائق حتى
أغلقت السماعة و نظرت نحونا و ابتسمت و قالت:" هيا تناولن فطوركن .. بعدها سنذهب للتسوق .."
-" أحقا؟!" سألت شهد ريم " هل ستشترين لنا كل ما نريد.."
-" نعم يا عزيزتي .. لكن ليس ' كل' .." أجابت ريم و ضحكت ..
عبست شهد .. و قالت ريم:" لا بأس .. كل ما تريدين و ما تريد آية و هالة"
فارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهيّ آية و شهد
جلسنا جميعنا حول طاولة الطعام .. الجميع يأكل .. و لما تطعم هالة و يبدو انها غير مكترثة بالمحادثة.. و أنا ما زلت أتسائل
يا ترى من كان ذلك الرجل الذي قال انه من مركز التسجيل .. أي مركز؟!
نظرت نحو ريم و هي تأكل بهدوء .. هل سأسلها أم لا؟! نعم.. سأسألها.. " ريــ .."
-" ريــم؟!" سبقتني يارا ..
-" نعم يا يارا؟!"
-" مع من تحدثتي في الهاتف..؟!"
-" يدعى السيد امجد .. "
-" من هو؟!"
-" أحد المسئولين في مركز تسجيل الجامعة التي قبلت فيها .."
هذا صحيح .. ريم قد حصلت على منحة دراسية في دولة أخرى..
-" اذا ستتركيننا و تذهبين إلى الدراسة ؟! هذا ما توقعته " سألتها لمـــا
-" ريم .. هل ستتركيننا ؟! سألت يارا
نظرنا جميعا إليها بنظرات يملؤها الخوف و القلق .. و ريم تحدق بنا
ثم نظرت نحو الصحن
و قالت:" اتصل ليخبرني انه قد قام بإلغاء منحتي كما طلبت منه.."
اندهشت لما و هي تحدق بريم
ثم أكملت :" لن أترككم هنا مع لما .. سأشعر بالغيرة اذا رأيتها تهتم بكن أكثر مني .." و ضحكت
ابتسمت لما و قالت:" اذا .. لن تلتحقي بأي جامعة.. ؟!"
-" بلى.. حصلت على مقعد في أحدى الجامعات لدراسة الهندسة"
-" لكن ريم.. "
-" ماذا يا مي؟!"
-" لقد تحققت أمنيتك بدراسة الطب .. و قد حصلت على منحة لدراسته.. و الآن.."
-" هههه .. شكرا لكِ على الاهتمام .. لا بأس في ذلك.. لقد نزعت تلك الريشة من حلقة أمنياتي .. و علقت واحدة غيرها.."
عم الهدوء و لم تتفوه أي واحدة منا كلمة ..
ضحكت ريم.. و قالت :" ما بكن ؟! لما كل هذا الهدوء؟! "
لم نجبها.. ثم أكملت .. محاولة إرضاءنا:" ظننت ان الطب مناسب لي.. و لكن عندما ذهبت للكليه و رأيت نوعية الدراسه و طريقة التدريس .. لم أتشجع على دراسته .. فليست لدي شجاعة كافية لدراسته.. و ... و .. لأنني.."
-" لأنك تريدين البقاء هنا معنا ..للاعتناء بنا .. و لأن أعمامنا لم يقبلوا برعايتنا .. أليس كذلك يا ريم ..؟!" قلت لريم ..
ثم أكلمت يارا:" اسمعي يا ريم .. اذهبي .. سنهتم هنا بأنفسنا .."
-" هذا مستحيل.. يا يارا.." أجابت ريم
-" ليس بمستحيل .. ستبقى لمــا هنا معنا.." أجبت ريم
-" لا تقحمنني في ذلك .. تعلمن أنني في السنة الدراسية الأخيرة لي .. و ستشغل الدراسة معظم وقتي .." قالت لما
-" لسنا بحاجة إليك.. أيتها الأنانية .." صرخت يارا في وجهها..
" لا تنعتيني بالأنانية أيتها البلهاء.. تذكري كيف كانت ريم .. عندما كانت في المرحلة الأخيرة ... لقد وفرتن لها أفضل وسائل الراحة لتذاكر.."
-" ها .. قد بدأت غيرتك تشع.." اجابت يارا..
ثم سألت شهد :" آية .. هل ستغادر ريم؟!"
و اجابتها آية:" لا لن تغادر ريم.. لن ندعها تغادر و ستتركنا.."
ثم صرخت يارا في وجه آية:" اصمتي أيتها الغبية.."
شعرت آية بالخوف و ها هي تبكي..

" هذا يكفي ..." صرخت ريم .. ثم أكلمت بقولها:" أنا هنا و لدي رأي أقره بنفسي.. و لن تغيرن من رأيي أبدا ..! و كما انني لن اترك هالة و آية و شهد معكن أنتن و الا اصبحن عنيفات مثلكن.. و الآن عليك الاعتذار يا يارا .."
نظرت يارا الى صحنها دون ان تقول شيئا..
ثم قالت ريم:" لا بأس .. أشكركن جميعا .. لكنني سأبقى و لن أغادر .. و لن أدع أي شخص يأخذ دوري.. ولا تنسين ان أبي أوصاني بذلك.. و لن أخذله أبدا.."
ثم توجهت نحو لما و أخذت هالة من يديها و قالت:" سأغسل يديها ... و انتن انهين فطوركن .. لكي نأخذ وقتنا في التسوق.. " و خرجت من غرفة الطعام
-" هيييييه.." صرخت شهد و هي فرحة و تبعت ريم و من خلفها آيــة ..
جلست كل واحدة منا تنظر للأخرى .. حتى وقفت لما .. و أخذت صحنها للمغسلة ..
" لمـــا .." نادت يارا بها
يا الهي .. هل ستتشاجر مرة أخرى.؟!
" أنا أسفـــة .. "
لم تتفوه لما بأي كلمة .. بل قدمت نحوها و مسحت شعرها ..
و قالت:" ستفهمينني يوما ما.."

الجزء القادم:" ماذا يريد؟!"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amli.ahlamontada.com
نسمة أمل
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
نسمة أمل


عدد الرسائل : 4364
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

بطاقة شخصية
ملاحظاتي:

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 06, 2007 4:34 pm

عبق الحياة
الجزء الرابع
ماذا يريد؟!


ركبنا جميعاً في السيارة .. انها سيارة ريم .. ذات الدفع الرباعي .. صعدت لما الى الأمام .. و معها هالة .. و جلست انا في الخلف .. مستحملة ثرثرة يارا و شهد .. أما آية .. فهي هادئة دائما .. فقط تنفذ ما يقال لها..
-" هيا اربطن الأحزمة .." قالت ريم و قد بدت متحمسة ..
-" تمهلي في القيادة يا ريم.." قالت لمــا
-" بالتأكيد" اجابتها ريم
فهذه اول مرة اركب فيها سيارة ريم... و اجرب قيادتها.. فقد اخذت رخصتها و حصلت على السيارة قبل وفاة والديّ باسبوع واحد فقط .. اتذكر كيف كان ابي يشرح لها .. اجزاء السيارة .. و أمي كانت قلقة جدا ...و كانت تطلب منها دائما ان تطمأنها عند وصولها لوجهتها .. حتى انها لم تكن تخرج بدون أن يرافقها ابي.
و بينما نحن في الطريق الى المركز التجاري...
" ريم .. قيادتك مذهلة.."
-" أحقا يارا؟!"
-" نعــم"
-" جيد .. "
-" ريم .. هل ستشترين لي حقيبة مدرسية؟" سألت شهد
-" هههه .. حقيبة ! لماذا؟!"
غضبت شهد... و قفزت نحو صندق و أخذت تحملق بما خلفنا من سيارات ..
" ما بها؟!" سألت ريم
ضحكنا جميعنا .. " ريم .. هل نسيتي ؟! ستدرس مع آية في مدرسة القرآن" قالت يارا
نظرت ريم الى الخلف متعجبة ..و صرخت لما :" لا تنظري الى الخلف و انت تقودين"
" ههههه ..حسنا يا لما.."
لمـــا.. أصبحت تخاف من السيارات و ركوبها ..
ثم نادت ريم :" شهـــد .. اختي .. اي نوع الحقائب تريدين ؟!"
لم تجبها..
-" هل ترغبين بحقيبة مثل حقيبة آية؟!"
لم تجبها..
لكن ريم أكملت:" هههه .. اذا سأجعل آية تختار لكٍ واحدة .. فذوقها جميل.. أليس كذلك يا آية؟!"
أجابت آية :" نعـــم .. سأشتري ...اممم ... سأشتري .. لها ... امممم ... حقيبة ... بنفسجية اللون.."
ضحكت يارا:" انك تحبين هذا اللون كثيرا .. لهذا صبغت أمي بعض خصلات شعرك باللون البنفسجي .. و صبغت شعر مي بما تبقى منها..." و قهقت بصوت عال..
-" اللون البنفسجي جميل .. أليس كذلك يا آية؟! " سألت آية
-" نعم.. "
-" نعم.. لأني أمي صبغت شعرنا به .." قلت لآية
ضحكت و قالت :" نعـــم"
" اذا سنصبغ شعر هالة باللون البنفسجي.." قالت يارا
" لا " قالتا ريم و لما بصوت عال
" حسنا .. حسنا .. كنت أمزح "
-" اذا... يا شهد .. لم تجيبيني .. من سيشتري لك الحقيبة؟!" سألت ريم
اجابت بصوت عال:" مـــامـــا.. ستعود و تشتري لي الحقيبة .."
تفاجأنا باجابتها.. و لم نجبها .. بل فضلنا الصمت .. و تركنا ريم تفكر باجابة لها..
حاولت لمـــا تغيير الموضوع:" لدي شريط غنائي .. لنسمعه؟!"
-" رائع " أجابت يارا
لكن ريم غضبت منهما:" لا..لن نسمع الأغاني .."
-" ريم .. لما كل هذا التعقيد.." قالت لما
-" تعلمين انني لا أستمع الى الأغاني .."
-" كنت تسمعينها.."
-" نعم و للأسف.. لكني امتنعت عنها .. بعدما وجهتني أمي .."
-" آه يا ريم .. سنتسلى .."
قالت-" سنتسلى بهذا.."
اخرجت شريطا من احدى صناديق السيارة.. و شغلته.. كان صوت رجل.. يلقي محاضرة عن أهمية التفاؤل..
فقد استمتعت و استفدت من هذه المحاضرة كثيـــرا.. أمــا لما .. كانت تظهر علامات الغضب .. حتى انسجمت مع المحاضرة ...
ها قد وصلنا الى المجمع التجاري.. دخلنا و توجهنا في البداية نحو محل الادوات المدرسية ... و بدأت كل واحد منا تختار ما ترغب به .. و وضعته في العربة..
نظرت نحو ريم التي كانت مع آية و شهد و تحمل هالة.. تتحدث معهن و تنظر نحو الحقائب الصغيرة .. و شهد تجرب حقيبة قطنية بيضاء على شكل ارنب .. بالتأكيد أرنب فهي تحب الأرانب كثيرا.. أمــا آية .. تحدق بكل الحقائب .. بدت مترددة .. حتى اختارت لها حقيبة بنفسجية اللون كعادتها..
بعد ذلك توجهنا جميعا الى احدى المحلات الكبيرة لبيع الاقمشة و اشترينا اقمشة جديدة لنخيطها و بعدها توجهنا لنشتري بعض حاجيات المنزل ...
--
كنت أجر العربه و ريم تلقى نظرة على المعلبات و هي تحمل هالة .. بينما يارا و لما منشغلتان و معهن آيه و شهد بمشاهدة التلفاز الكبير الذي يعرض عرضا للجمباز
أتت ريم و قالت:" ما رأيك في هذا يا مي ؟!" و كانت تحمل احدى المعلبات ..
أجبتها :" جيدة لنأخذ منها.."
ابتسمت و قالت:" أحملي هالة عني.. سأذهب لاحضار بعض المعلبات .."
ذهبت ريم لإحضار بعض المعلبات و في طريق عودتها .. اعترضت امرأة طريقها و بطريقة فضّه قالت لها :" ابتعدي عن طريقي"
-" آسفة سيدتي.."
لم تكترث تلك السيدة بريم .. بل اكملت طريقها .. و من خلفها خادمتين تجران عربتين ممتلئتين ... توقفت ريم لبرهة تحدق بتلك المرأة و تصغي الى أسلوبها الفض في الحديث مع الخادمتين ،، ثم عادت ريم .. و هي تنظر نحوي بتعجب و تقول:" غريب هذا الزمن..."
ابتسمت لها وقلت :" هيا لنعد الى المنزل.. لقد اشترينا ما يكفي.."
-" حسنا .. هل ذهبتي و ناديتي البقية.. سأنتظركن عند المحاسب.."
-" بالتأكيد.."
---------------
بقيت في انتظارهن .. لا ادري مالذي اخرهن؟! لقد انهيت الحساب و لم تعدن بعد...لقد اتصلت بلما و قالت انهن قادمات..
جلست على احد الكراسي ... لكي استريح قليلا.. حتى سمعت صوت شهد تناديني بأعلى صوتها:" ريــــــــــــم"
-" يا الهي ... لم يبقى شخص الا و عرف اسمي"
حتى وصلت الي ... ": شهد لا تناديني باسمي بصوت عال في مكان عام.. أفهمتي؟!"
نظرت إلي بدهشه.. حتى ابتسمتُ .. " هيا ... سأضعك في العربة .."
حملتها و وضعتها على العربة... " و سألتها :" أين البقية؟!"
أشارت الى الخلف.... رأيت اخواتي واقفات بدهشة و ينظرن نحو شهد... لا ليست شهد..
اعدت النظر الى الأمام .. كان رجلا واقفا أمامي .. طويل القامة.. تميل بشرته الى السمره.. يراني بنظرات غاضبه... حتى أتت لمــا و قال:" مرحبا عمي ماجد"
تفاجأت .. هل هذا الرجل هو عمي ... لكنه لم يكترث بل اكمل طريقه و توجه نحو إمرأة ما..
انها المرأة التي اصطدمت بي .. من الأفضل ان نذهب.." هيا يا اخواتي؟!"
و بدأت اجر العربة الى الخارج... و تتبعني اخواتي .. احس ان كل واحدة منهن تشعر بخوف..
بينما انا أجر العربة .. أوقفني شابا .. حيث امسك بيديه العربة من الأمام..
" ماذا تفعلن هنا؟!" سألنا بصوته الخشن...
لم تجبه اي واحدة منا .. سأل ثانية:" من الذي أحضركن الى هنا؟! "
-" من انت؟!"
-" من انا ؟! هه .. أمجد يا حلوتي.."
يا له من بشع.. -" لا نعرفك .. ابتعد و الا ناديت بالشرطة.."
-" هل تسمحين لنفسك بمناداة الشرطة لابن عمك يا ريم؟!"
شعرت بدهشة كبيرة ... و قلت له:" اسمح لي يا أخ .. فأنا لا أعرفك.."
ثم سحبت العربة الى الخلف و بدأت أجرها مرة أخرى و ناديت على اخواتي ..
-" انتظري.." صرخ بأعلى صوته
وقفت لما تحدق به..." لما ... هيا لا تكترثي لنذهب.." قلت للمـــا
-" اسمعي .. لا تظني اننا بعيدون عنكن .. حتى لا تتصرفن على هواكن.." هذا ما قاله لي
تفاجأت بقوله.. كيف يقول هذا .. قد تخلو و تبرأو منا..
شعرت بغضب شديد .. ما هي نيتهم يا ترى؟
مالذي يريدونه منا..
حتى قدم و وقف أمامي..و قال:" أفهمتِ"
أجبت بكل غضب:" اسمع يا هذا.. انا لا اعرفك و لا تربطنا بك اي صلة قرابة ... فلا تتدخل .. . و أغرب عن وجهنا .. و الا ناديت الشرطة.." و سحبت يد لمــا و طلبت منهن أن يركبن السيارة ...
و نحن نتوجه نحو السيارة ... قال بأعلى صوته:" لن تهزميني.."
ركبت السيارة .. و لم اكترث به.. لكن قلبي كان يخفق بقوة .. و جسمي يرتعش حتى قالت يارا :" لا تهتمي يا ريم.. سنشكوه للقضاء .. اذا قام بفعل ما لا يرضينا.."
نظرت نحوها و ابتسمت .. حتى قالت مي:" اتعجب من عمي.. لم يتفوه بأي كلمة .. لكن ابنه .. استغفر ربي منه.."
سألتُ لما:" أي واحد من اعمامي هو؟!"
اجابت:" الثاني.."
-" تعلمين عنهم الكثيــر.."
-" لا تنسي انني كنت دائما اذهب مع والدي اليهم.."
-" أبي .. كان يزورهم ! .. رغم انه قد طرد.." قلت للما
-" كان يفعل هذا من أجل جدي.." اجابتني مي
-" لكن أين جدي؟" سألتني يارا
اجابتها لما:" اذكر انهم قالو لأبي.. انه مسافر لدولة أخرى لقيام ببعض اعمال التجارية.."
-" يا ربي .. ساعدنا" قالت يارا
-" يا رب.. هيا لنعد الى المنزل.. سأشتري لكم الغداء من احد المطاعم.." قلت لهن
---
مر اليوم كله و انا أفكر .. كيف سأتصرف؟! و ماذا سأفعل؟! اذا تدخل اي واحد منهم في أمورنا.. ألم يُفهمه عمي؟! ان لا شأن بهم لنا بعد الآن.. لماذا أمجد هذا؟! لماذا يتدخل في أمورنا؟! ما الذي يريده؟!
برحمتك يا ربي..


الجزء القادم .." ما زالو يلحقون بنا!"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amli.ahlamontada.com
نسمة أمل
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
نسمة أمل


عدد الرسائل : 4364
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

بطاقة شخصية
ملاحظاتي:

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 06, 2007 4:35 pm

عبق الحياة
الجزء الخامس
ما زالو يلحقون بنا..!



لا ادري كيف مرت الأسابيع الأخيرة من الاجازة .. ظننت انني سألتقي بأمجد ابن عمنا مرة أخرى .. لكن الحمدلله .. لم نره مرة أخرى.. و ها قد بدأ اليوم الدراسي الأول...
---
-" ريــــــــم ، لا أرى شالي الخاص للمدرسة" تصرخ لمــا بأعلى صوتها من الطابق الثاني
اما أنا منشغلة بتجهيز الفطور.. لقد اعتمدت على مي بذلك .. لكنها لم تستيقظ قبلي ..
فأنا يقظة من آذان الفجر .. أجهز أغراضهن..
-" ريم لم تجيبيني؟!"
خرجت من المطبخ .. و قلت بأعلى صوتي:" تأكدي .. قد أخذته يارا بالخطأ.."
-" يا الهي من يارا..!"
-" لم أقل لكِ ان يارا قد أخذته... تأكــ .. "
و انا لم أكمل حديثي .. ركضت متجهة نحو الغرفة من دون ان تكترث بي..
أنهيت من إعداد الفطور .. ركضت مسرعة الى الأعلى و فتحت باب غرفة والديّ
-" يا الهي .. مازالوا نيام.."
توجهت نحوهم ..." يارا ... مي .. " ... " شهد ... آية .. يا الهي هالة .. ظننت أنها نائمة مع لما.. من أرجعها وسط حلبة الملاكمة.."
حملت هالة .. و سحبت الأغطية من مي و يارا و قلت بصوت عال :" استيقظن ... ستتأخرن من المدرسة.."
استيقظت مي و لكن يارا و شهد سحبتا الغطاء مرة أخرى .. " يا الهي.."
-" صباح الخير ريم" قالت مي
-" أهلا مي ... صباح النور .. هيا .. أيقظي آية .. و خذيها معك لتغسلين وجهها .. حتى أتفاهم مع هاتين الطفلتين.."
نظرت مي نحو آية و حاولت إيقاظها لكنها لا تستيقظ .. فآية بالذات عشقها النوم .. لكن مي سحبتها من يديها و أجلستها .. و سرعان ما استيقظت آية ..
-" رائعة يا مي.. هيا افعلي الشيء نفسه مع يارا و شهد.. بينما آخذ أنا آية لأساعدها على الاستحمام مع هالة.."
أمسكت بيد آية و قلت:" هيا يا اختي.." و هالة أخذت العدوى بحبها للنوم..
" يااااااااااارا... شهـــــــد" تصرخ مي لإيقاظهما و أخذت تصفعهما ..
-" مــــــــي.. تمهلي .." قلت لمي و أنا لا استطيع أن أتمالك نفسي من الضحك
-" هذا ما سينفعهما.." أجابت مي
استيقظت يارا ... دون أن تقول شيئا و توجهت مباشرة نحو الحمام .. و مي ما زالت في صراع مع شهد ..
خرجتُ خارج الغرفة .. لاستخدم الحمام الآخر لأساعد آية و هالة على الاستحمام.. لا سيما أن يارا احتلت حمام الغرفة..
يا إلهي.. الآن عرفت لماذا كانت أمي تغضب منا كل صباح .. ليرحمك الله يا أمي..
----
ستبدأ دوام الجامعة في الساعة العاشرة.. فاستغليت الفرصة لأوصل أخواتي الى مدارسهن و هالة قد قمت بتسجيلها في احد الحضانات ... و اذكر أن أمي كانت تأخذها الى تلك الحضانة في بعض الأحيان ..
و نحن في السيارة..
-" ريم عليكٍ انو توصلينا نحن في البداية.." قالت لي لمــا
-" لا بأس بك يا لما.. انه يوم الأول .. سأوصل آية و شهد في البداية.." أجبتها
-" لا يا ريم.. عليكٍ أن توصليننا أنا و مي.."
-" لما العجلة ؟!" سألتُ لما
لم تجبني .. بل أجابتني مي:" لا تحب البقاء في السيارة كثيرا.."
ضحكتُ ثم قلت:" كوني مثل يارا و شهد تكملان نومهما في السيارة من دون أي اكتراث .."
اقتنعت لما و لكنني فضلت إيصالهما قبلا .. غيرت مسار طريقي.. اندهشت لما و لكنها لم تتفوه بأي كلمة ... أما مي فقالت:" لسنا على عجلة يا ريم!"
أجبتها:" لا بأس يا عزيزتي .. فلما محقة... عليكما الوصول مبكرا حتى تبحثان عن صفيكما.."
نظرت مي نحو لما و لم تقل شيئا.. حتى وصلنا أمام المدرسة و نزلتا لما و مي من السيارة ... و أيقظت يارا النائمة حتى تحمل هالة .. و لما و مي لوحتا لي و قالتا:" مع السلامة.."
-" مع السلامة .. و اهتما بنفسيكما..."
هزت مي رأسها ايجابيا و قالت:" بالتأكيد.. الى اللقـــاء "
ابتسمت لها و قلت:-" الى اللقـــاء " بينما شهد تصرخ :" الى اللقاء و لا تنسيا الحلوى.."
اندهشنا جميعنا و حتى ضحكت يارا و قالت:" أيتها الغبية ! أنهما ذاهبتان إلى المدرسة"
لم تجبها شهد .. بل نظرت نحو يارا بتعجب و قالت آية:" أنا أيضا أريد الحلوى ..."
-"يا الهي منكما.." و قهقهت يارا بأعلى صوتها..
ابتسمت لما و قالت:" بالتأكيد سأحضر لكن بعض من الحلويات.." و لوحت بيدها
و دخلتا المدرسة حتى اختفيا عن أنظارنا وسط الطالبات.. غادرتهما و أكملت طريقي نحو مدرسة الإعدادية ليارا.. و أخذت هالة من يديها و وضعتها على الكرسي الأمامي و ربطتها بالحزام الأمان.. و هي تنظر نحوي باستغراب.. و انا ابتسم لها..و وصيت يارا على اهتمام بنفسها .. و عدم إزعاج معلماتها بثرثرتها ..
و لكنها ما زالت تضحك..
---
-" و الآن الى أين؟!" سألت آية و أنا أمازحها
أجابت:-" إلى المدرسة .."
-" رائع.. و هل ستكونين متفوقة ؟! "
-" نعم.. "
-" أحسنت.. سأحضر لك هدية كبيرة إن حصلتِ على علامات مرتفعة..."
-"أحقا؟! "
-" بالتأكيد.. و كذلك يا شهد.. هل ستكونين متفوقة مثل آية؟!"
وقفت بين مقعدي الأماميين .. و بدأت تحدق بي..
-" ماذا بكِ يا اختي.؟!"
سألتني:" هل يوجد ألعاب في المدرسة..؟!"
ضحكت و قلت :" نعم.. لكن ليس لديك وقتا كافيا للعب.. "
عبست و توجهت للخلف.. و سألتها:" ألن توعديني أن تكوني متفوقة؟!"
-" لا.."
تعجبت منها .. ما بها ؟! .. أصبحت معكرة المزاج في معظم الأوقات..
وصلنا أمام مدرسة تعليم القرآن..
لقد بقيت شهد صامتة كل الوقت بغير عادتها .. أما هالة فهي نائمة على المقعد.. حملتها معي .. حتى أوصل آية و شهد.. فلا أستطيع تركها في السيارة.. و توجهت الى الخلف.. و فتحت الباب و قلت :" هيا انزلا"
نزلت آية .. أما شهد بقيت بمكانها.. " هيا يا شهد .. " لكنها لم تتحرك .. يا الهي .. لقد أصبحت مدللة ..
" شهد هيا .. سنتأخر.." نظرت نحوي بوجهٍ عبوس و لم تكترث بي.." شهـــد.. لقد كنت متحمسة للمدرسة؟ ما الذي غيرك؟!"
نظرت نحوي و قالت:" لقد وعدتني ان نزور أمي.."
تفاجأت منها .. أمي ... لكنني لم أوعدها بذلك أبدا.." شهد تعالي.." ناديتها مرة أخرى..
-" لا يعني لا "
-" كفاكِ دلالا و انزلي .. و إلا تركتكِ هنا وحدك..!"
و بدأت بالبكاء .. و قالت:" لقد قالت لي لما انك تأخذيني الى أمي.."
"لما" .. لماذا؟! فعلت هذا؟ –" متى قالت لكٍ هذا؟!"
لم تجبني بل بقيت تبكي.. " هيا .. انزلي .. سأآخذك لاحقاً"
-" لااااااااااا... الآآآن " و بدأت بالصراخ
" شهد!!" صرخت في وجهها و لكنها لم تكترث بي..
-" آية أمسكي بهالة قليلا.."
أمسكت آية بهالة .. أما أنا توجهت للجهة المقابلة السيارة و فتحت الباب.. و قلت لشهد " هيا انزلي.."
لكنها ما زالت تعاندني.. شعرت بغضب شديد.. و حاولت أن أحملها .. و هي تحاول إبعادي بركلاتها..
حتى صرخت:" شهد!"
لم تتفوه بأي كلمة .. و استمريت أحدق بها بنظرات الغضب.. فغطت وجهها بذراعيها.. أخذت حقيبتها .. و أمسكت بذراعها و سحبتها بقوة.. و أنزلتها من السيارة... و هي ما زالت تبكي.. " احملي حقيبتك!"
لكنها لم تبعد ذراعيها عن وجهها...
أغلقت السيارة و توجهت نحو آية و حملت هالة و أنا أمسك بحقيبة شهد الخفيفة و قلت:" أتبعاني.."
و توجهت الى البوابة .. تبعتني آية .. و تركت شهدا وحدها.. حتى شعرت بخوف و تبعتني ...
---
مرت الحصص الأولى .. بتعب شديد من سماع محاضرات المعلمات المملة.. و الفتيات.. تتحدثن عن وفاة والديّ و يعزونني و كذلك المعلمات...
جلست هذه المرة على المقعد الأول.. حتى أركز مع الشرح.. لاسيما إنني في السنة الأخيرة و علي أن اجتهد..
رن الجرس.. و أخيرا سنرتاح قليلا لنأكل شيئا ما..
خرجت من الصف.. و اشتريت لي بعض من أكياس البطاطس لي و لمي .. التي كانت جالسة على الدرج تنتظرني .. و بدأنا حديثنا:
" لما.. كيف تجدين صفك؟!"
-" الحمد لله .. اشعر براحة كبيرة.. ماذا عنك؟!"
-" اهمم ، لم احصل على مقعد في السطر الأمامي .. !"
-" أخبرتك مرارا عليكٍ باستخدام النظارات.."
-" تعلمين يا لما .. أنني لا أحب استخدامها!"
-" هل تحبين البقاء هكذا؟! تتسابقين على المقاعد الأمامية؟!"
لم تجبني مي .. بل ابتلعت إحدى رقائق البطاطس ..
-" انظروا من هنا؟!" سمعت صوتا
نظرت إلى الأعلى .. من؟!!
شعرت بدهشة كبيرة و خوف في آن واحد .. لم استطع أن أجيبها..
" كيف حالكما؟!"
أجابتها مي عني بنبرة حادة:" بخير و الشكر لله"
" ما بك؟ ألم تبتهجي لرؤية ابنة عمك؟!"
لم تجبها مي أبدا.. ثم قالت:" هيا .. لنذهب يا لما.."
بقيت أحدق بنظرات وفاء.. ابنة عمي فؤاد.. أخت أمجد .. أنها في عمري تماما..
ثم أكملت قولها:" نحن في نفس الصف يا لما؟ أليست صدفة رائعة؟!"
في صفي؟! لم ألحظ وجودها أبدا .. هذا لأنني لا أحب أن أحادث الطالبات ..
حركت رأسي نفيا ..
" لماذا أنت في المقعد الأمامي؟ مثل الطالبات الغبيات.. لما لا تجلسين معي في الخلف.."
نكست رأسي .. ثم قلت:"لا أحب المقاعد الخلفية.."
قهقهت بصوت عال ثم قالت:"ستحبين ما أحب ما دمت موجودة.. إلى اللقاء.. سأراكٍ في الصف.. "
ماذا تقصد؟!
" لا تكترثي؟! سنطلب من الإدارة أن يغيروا صفك؟"
-" لا، لا داعي لهذا"
-" لما لا؟! ستورطنا بمشاكلها .. لا تنسي ما هي سمعتها في المدرسة؟!"
-" لا تعلميني يا مي.. لست طفلة صغيرة .. لن تستطيع توريطي معها أبداً"
-" كما تشائين..!"
--------
و أخيرا .. اقتنعت شهد.. و رضيت بالمدرسة.. و لكنها ما زالت تشعر بغضب شديد نحوي..
وصلت أمام بوابة الجامعة و أوقفت سيارتي في أحدى المواقف العامة للطلبة..
و تلقائيا أخذت هاتفي المحمول ؟! لماذا؟!
رباه!! صحيح؟! أمي..ليست على قيد الحياة .. لأطمئنها بوصولي كالعادة.. أعدت الهاتف في الحقيبة..
مرت ساعتان و أنا لم أحصل على جدولي الدراسي.. بصراحة أشعر بغضب شديد ..معظمهم أنهوا من جداولهم و رحلوا أما أنا؟! أف منهم ..!
بينما أنا أتذمر.. سمعت صوت فتاة تسلم:" السلام عليكم"
نظرت بيساري .. إذا بفتاة تبتسم لي.. ارتحت لها كثيرا:" و عليكم السلام"
ضحكت بصوت خفيف ثم قالت:"أراك غاضبة؟!"
ابتسمت و قلت:" هذا لأنهم لم يعطوني جدولي بعد..!"
ابتسمت و قالت:" إعداد الجدول ليس من هنا يا عزيزتي.."
تفاجأت:" ماذا؟! لكنهم قالوا أنهم سيعطونني إياه بعد قليل "
ضحكت:" ألا ترين أنهم مشغولين ؟! أنا متأكدة أنهم لم يسمعوا طلبك أيضا"
شعرت بغضب شديد .. ثم قالت الفتاة:" تعالي معي .. سأآخذك إلى القسم المختص..لقد أنهيت إعداد جدولي للتو"
-" لا .. لا داعي لذلك.. لا أريد أن أشغلك... سأذهب و ابحث عنه بنفسي.."
أمسكت بيدي و قالت:" تعالي يا عزيزتي.." و ضحكت
لحقتها و هي ما زالت تمسك بيدي.. حتى وصلنا إلى القسم المختص بالجداول..
و قالت:" هيا .. توجهي إلى تلك المرأة .." و أشارت نحو امرأة أجنبية و قالت:" ستنهي جدولك في آن واحد.."
-" شكـــرا لك.."
-" لا داعي للشكــر.. سأنتظركٍ هنـــا" و ابتسمت
إنها طيبة القلب .. ابتسمت لها و قلت:" لن أتأخر.."
توجهت نحو تلك المرأة .. و أتمت جدولي.. و شرحت لي كيف ستكون الحصص.. بينما هي تشرح نظرت إلى الخلف.. رأيت تلك الفتاة تحادث شابا.. شابا في غاية الجمال .. مثلها تماما.. من يكون يا ترى؟! حتى قالت الموظفة بلغة الانجليزية :" انتبهي معي .. آنستي"
سرعان ما نظرت نحوها و قلت:" آسفــة "
ثم أكملت شرحها .. حتى قاطعنا شخص ما .. نظرت نحوه.. انه نفس الفتى التي حادثته تلك الفتاة.. و بدأ بالتحدث باللغة الانجليزية .. و كان يتحدث بشكل ممتاز.. طلب من الموظفة .. الجدول الدراسي.. انتظرت لبرهة .. حتى قالت الموظفة:" يمكنك الذهاب.. و هذا هو جدولك"
أخذت جدولي و قلت لها:" شكــرا"
نظرت إلى الخلف .. رأيت تلك الفتاة التي لم اعرف اسمها حتى الآن... تلوح لي و تبتسم
توجهت نحوها و قلت:" اعذريني عن التــأخيــر"
-" لا بــأس.."
-" ماذا الآن ؟ الى أين سنذهب؟!"
-" هههه .. الى المنزل!"
-" المنزل؟!"
-" نعم.. انه اليوم الأول .. كل ما علينا هو إنهاء من ترتيبات الجداول .. و الكتب.. لقد استلمتِ كتبك و جدولك .. هذا يعني .. لقد أنهينا من هذه الترتيبــات"
-" آه .. هههههه .. إذا الى المنزل.."
ابتسمت لي و قالت لنذهب الى البوابة الرئيسية .. فأخي قال انه سينتظرني عند البوابة.. بجانب السيارة .."
-" جيد .. لقد أوقفت سيارتي هناك..!"
-" لديكِ سيارة؟! " سألتني بتعجب
ابتسمت و أجبتها:"نعم.."
-" آآآآآآآه.. كم أنت محظوظة! .. أمي ترفض أن تعطيني رخصة القيادة!"
-" ولم لا؟!"
-" لا أعلم .. السبب هو أخي.. لا يريد ذلك.. فغسل دماغ أمي .. التي كانت متحمسة لآخذ دروسا في القيادة.."
ابتسمت لها ..و الحقيقة أنني لا أعلم بما أجيب.. أو أتدخل ..!
ثم سألتني:" قولي لي .. كيف أخذت رخصة القيادة؟!"
-" اهمم .. بعد المدرسة مباشرة .!"
-" أحقا؟!"
-" نعم.. بعدها اشترى لي والدي ..السيارة"
-" والدكِ رجلٌ رائع .. ليت والدي كان على قيد الحياة .. لفعل الشيء نفسه.."
-" والدك متوفى ؟! " سألتها بدهشة
-" نعم ..لقد توفى في السنة الماضية كان مريضا في قلبه.."
-" آسفة يا عزيزتي .."
ضحكت و ثم قالت:" لا.. لا عليكٍ.. لهذا عدنا من بلاد الغربة.. فهذه أول مرة في حياتي أرى دولة عربية!"
-" أحقـــا؟! ألم تعيشي هنا ؟!"
-" لا أبدا.. فوالدي رجل أجنبي مسلم .. لهذا.. " لم تتحدث لبُرهة .. ثم قالت:" اخبريني كيف جدولك الدراسي؟!"
أرى أنني تعمقت في أسئلتي .. ما كان عليّ أن أسألها.. فعلامات الحزن على وجهها تماما..
بدأنا نتحدث عن الجدول و الجامعة.. حتى وصلنا إلى البوابة ..
رأيت ذلك الفتى التي كانت تحدثه .. واقف بجانب سيارةً ما .. يدخن!! يا الهي لقد أفسد جماله بالتدخين!..
ماذا أقول ؟! هذا ليس من شأني ..!
نظر نحونا.. ثم رمى بالسيجارة على الأرض.. و دخل السيارة .. ثم قالت لي الفتاة :" مع السلامة .. آمل أن أراكٍ ثانيةً.." و صعدت السيارة..
لوحت بيدي لها.. و أخرجت مفتاح السيارة.. من الحقيبة .. و نظرت نحو ساعتي اليدوية .. الساعة 12 و نصف علي أن أسرع إلى المنزل لصلاة الظهر..
ركبت السيارة و أنا أفكــر بــ .. بــ يا إلهي لا أعرف اسمها!.. و لم أسألها ..! يا لي من غبية.. كيف لي أنسى ذلك.. و كيف يا ترى سنلتقي غدا!
امممم.. لا بأس.. سأتوكل على الله..!
ها أنا أطلق نحو المنزل .. أفكر .. قالت لي أن والدها أجنبي.. و مسلم أيضا.. لهذا لديها جمال براق! ما شاء الله! انا كذلك فتاةً جميلة.. هذا لأن والدي عربي ههههه ما الذي أقوله؟! هل شعرت بالغيرة ؟! ههههه لا لا ..فأنا مندهشة .. لهذا يتحدثون اللغة الأجنبية بإتقان.. لكن كيف تعرف عن النظام الجامعي و هي لم تقطن دولة عربية من قبل؟! و لغتها العربية ممتازة أيضا!
.. كفاكٍ تفكيرا يا ريم.. انتبهي للشارع..
و أخيها أيضا.. لماذا يرفض تعليمها القيادة .. مع انه عاش في دولة أجنبية و جميعهم هناك.. يقودون السيارة.. ألم يأخذ من عاداتهم شيئا.. و هذا صحيح ! إنها ملتزمة بالحجاب..!
اصمتي يا ريم! لم تقل لك تلك الفتاة أن والديها أجنبيان .. لا تنسي أن والدتها عربية!
هيا ! هيا ! انتبهي للشارع يا ريم.!
اهمم يا ترى .. كيف حال شهد؟! أما زالت غاضبة مني ؟! و لمــا .. لماذا وعدتها بزيارة أمي؟! هل لأن شهد أحرجتها بالسؤال عن أمي.. و لم تعلم بما تجيب مثلي!
كيف سنقنعها أن أمي لا تعود ثانية!
آية .. لماذا لم تسأل عنها؟! هل لأنها فهمت ما حصل..!
و هالة.. كيف سأعتني بها! ههه أنا فرحة أنها تمشي .. لا .. فعمرها سنة.. أنها تستطيع المشي..
هههه رباه لم ألحظ ذلك.. فأنا لا أقضي معظم وقتي معها.. بل لما !
لن ادع لما تهزمني!
هههههه كم أنا بلهاء!
أحادث نفسي كالمجنون!
بل أصبحت رأس الجنون!
__________________

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amli.ahlamontada.com
نسمة أمل
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
نسمة أمل


عدد الرسائل : 4364
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

بطاقة شخصية
ملاحظاتي:

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 06, 2007 4:35 pm

عبق الحياة
الجزء السادس
ريم تكرهنا..
انتهى اليوم الدراسي الأول .. جلسنا جميعنا نأكل الغداء .. لقد اشترينا الغداء من إحدى المطاعم القريبة .. يارا تتحدث طوال الوقت .. عن صفها و عن الطالبات و تقهقه .. أما لمى لاحظت في وجهها علامات التوتر و مي .. تستمع الى يارا و هي تضحك معها .. أما آية تأكل .. و شهد .. رفضت ان تأكل الغذاء .. بقيت تشاهد التلفاز .. رغم كل المحاولات .. و أنا أطعم هالة .. التي تلعب و تضحك ..
سألت لمـــى عن صفها محاولة أن أعرف سبب توترها..أجابتني:" لا بأس به.."
ثم سألت مي أجابت:" لم أحصل على مقعد أمامي.."
أجبتها:" سأآخذك غدا الى طبيب العيون.. ليفحص عينيكٍ.."
-" لا ..لا داعي لذلك.."
-" بلى.. سأتصل بالعيادة .. و أحجز موعدا لكٍ.." حدقتها بنظرات الجدية .. حتى تعلم انني مصرة على رأيي..
-" حسنا يا أختي كما تشائين"
ابتسمت لها.. ثم نظرت نحو لمـى:" ما بكٍ يا لمى؟!"
-" لا شيء.."
لم أجبها .. حتى قالت مي:" وفــاء.. زميلة معها في الصف مرة أخرى.."
اندهشتُ .. " قلت لي يا لمى انها ستنتقل الى مدرسة خاصة.."
حدقت لمى بمي.. بنظرات تشع الغضب.." مي!!"
-" ما بكٍ؟!" سألتها مي..
-" لا داعي لأن تغضبي عليها يا لمى .. سآتي غدا .. لأغيرك من صفك ..!"
-" لا يا ريم .. لا تفعلي هذا!"
-" بلى سأفعل.."
-" لا تتدخلي في شؤوني يا ريم! بل اهتمي بأمركٍ فقط!"
-" ماذا تقولين؟!! لمى؟!" شعرت بغضب شديد ..
-" لن تغيريني من صفي، أفهمتي؟!"
-" لا.. لم أفهم .. و لكن لماذا ترفضين ذلك؟! ما الذي يعجبكٍ منها؟!"
-" ليست هي السبب يا ريم!"
-" اذا؟!"
-" احببت هذا الصف .. و لا أريد ان أنتقل منه.."
-" ستحبين باقي الصفوف كما أحبب هذه.."
-" لاااااااا يا ريم .." وقفت و هي تصرخ
-" لمــــــــى .. قلت سأغيركٍ من صفك يعني سأغيرك.. لا أريدها ان تفسد عليكٍ دراستك .. لا تنسي ما فعلته بك في السنوات الماضية.."
-" لا لم أنسى .. لكنني حريصة هذه السنة.."
-" لو كنت حريصة.. لما حدث ما حدث في سنوات الماضية.."
-" ريييييييييييييييييييييييييم.. لماذا لا تثقييييين بي؟! " صرخت بأعلى صوتها و سال الدموع من عينيها ..
اندهشت من صراخها هذا.. و صمتت .. ثم قالت:" الأمر لا يتعلق بالثقة يا عزيزتي .."
-" اذا ماذا؟!"
-" انت متعلقة بصداقتها.. لهذا انا خائفة عليكٍ .. فأنت تفعلين كل ما تأمرك به.."
-" ريم.. أهذا هو تفكيركٍ عني؟!" سألتني بكل بهدوء..
هززت رأسي ايجابيا
حتى قالت لمى بصوت عال ثانية:" أكرهك يا ريم .. أكرهك .. ليتك متٍ عن والديّ"
و ركضت نحو غرفتها تبكي ..
شعرت بصدمة كبيرة.. بل قلبي يخفق بقوة.. شعرت بخوف..لا ..لا اعلم بماذا اصف شعوري الآن .. ! نظرت نحو يارا و مي .. اللتان كانتا تحملقان بعيني بدهشة كبيرة.. و آيــة تركت الطعام و خرجت من غرفة الطعام..
تركت هالة على الأرض.. و توجهت نحو غرفتي.. و جلست على سريري و أنا أفكر بكلمات لمى ..
صحيح يا لمى .. ليت الموت قد قُدر عليّ حينها.. فأنتما بحاجة إلى والدي أكثر مني.!
غطيت نفسي بالغطاء .. و بكيت .. و بكيت دون توقف..
-----------------
حملت هالة.. و انا انظر نحو يارا التي نظرت نحوي و في وجهها علامات الغضب.. حتى تركت الطعام و ركضت الى الطابق العلوي.. حتى اسمع صوت اغلاق الباب بقوة..
توجهت نحو الصالة .. و أجلست هالة على الأرض بين الوسائد.. و اشغلت التلفاز .. و شهد بجانبها .. مستلقية على الأرض و تشاهد التلفاز بكل هدوء..
الى متى ستظلان تتشاجران هكذا؟ كيف سيكون تفكير اخوتي الصغار عنهما ؟
يا ترى .. أين ذهبت آية؟ سأذهب للبحث عنها.." شهد .. اختي اهتمي بهالة ريثما أعود.."
نظرت نحوي .. ثم عادت تشاهد التلفاز..
حركاتها اصبحت غريبة .. ليست مرحة كعادتها..
تركت شهد مع هالة.. و ذهبت للبحث عن آية..
دهبت الى غرفتها و لم أجدها .. بحثت عنها في غرفة والدي و لم أجدها أيضا..
توحهت الى الأسفل ثانية.. و ذهبت نحو باب الخلفي.. حتى أراها جالسة هناك .. بجانب المسبح ..
ذهبت إليها:" آيــــة"
نظرت نحوي ثم عادت النظر الى المسبح و سألتها :" ما بكٍ يا عزيزتي؟!"
هزت رأسها نفيا:" لا شيء"
-" متأكدة ؟!"
نظرت نحوي ثم قالت:" لماذا تكره ريم لمى؟!"
ما هذا السؤال؟! يا الهي .. ماذا سأجيبها..
-" امممم .. لا يا اختي.. قد يحدث سوء تفاهم بينهما.. مما يؤدي الى شجار.. ستتصالحان بعد ذلك و ستتفاهمان .. و انا متأكدة من ذلك.."
يبدو انها لم تقتنع بإجابتي ..
ماذا سأقول ؟! ماذا سأقول..؟
" قولي لي يا اختي.. "
-"ماذا؟!"
-" عندما ترين شهد.. تضرب ابن الجار.. ماذا ستفعلين؟!"
" لا شيء.."
-" لا شيء؟!!"
-" نعم .. لأن شهد.. توبخني.."
-" توبخك؟!" آآه .. نسيت ان سلطة شهد على آية أقوى
-" نعم .. توبخني .."
-" اممم .. حسنا .. عندما تكبر هالة .. ألن تكوني مسئولة عنها أيضا؟!"
-" نعم.. "
-" اذا رأيتها تفعل الشي نفسه.. تضرب ابن الجار.. ما الذي ستقومين بفعله؟"
عبست وجهها و قالت:" لن أدعها تفعل هذا!"
-" و لماذا؟!"
-" لأنه خطأ .."
-" و كيف ستمنعينها؟!"
-" سأنصحها.."
-" و اذا لم تصغي إليك؟!"
فكرت لبرهة و قالت:" سأوبخها"
"و لماذا توبخيها ؟ ألأ تحبيها؟!"
صمتت قليلا .. ثم قالت:" لأنها أختي .. و أنا أحبها"
أحسنت يا عزيزتي.." اذا هذا ما تقوم به ريم للمى .."
" أحقا؟!"
-" نعم.. فلمى لا تصغي الى ريم.. لهذا ريم توبخها..لأنها تحبها و تريد مصلحتها.. و لمى ترفض نصيحتها .. فيحدث سوء تفاهم بينهما .. في النهاية .. نحن أخوات نحب بعضنا الآخر .. أليس هذا صحيحا؟!"
ابتسمت و قالت:"نعــــم"
ابتسمت لها و قلت:" هذا جيد.. لنعد الى الداخل.."
قالت:" حسنا.. سأذهب لأخبر شهد ان ريم لا تكره لمى.."
-" شهد؟ ولماذا؟"
-" لأنها قالت لي .. ان ريم لا نحبنا.."
شهـــــــــــــــد قالت هذا!
" و متى قالت لك هذا؟!"
-" اممممم لا اذكر.."
لماذا قالت شهد هذا يا ترى؟! شعرت ان هناك شيئا ما قد غير هالة..
-" لا بأس يا اختي .. لنعد الى الداخل و نأكل بعض من البسكويت مع شهد و هالة.."
ضحكت و ركضت نحو الداخل ..
تبعتها الى الداخل .. حتى سمعت يارا تنادي بأعلى صوتها و هي تنزل من الأعلى:" شهد.. شهد.. أين وضعتي علبة الألوان؟!"
توجهت بجانب التلفاز و لم أرى شهد و هالة.. أين ذهبتا؟!
" يارا.. اذهبي و ابحثي عنها.. " أمرت يارا بأعلى صوتي
حملقت بعيني .. و لكن سرعان ما ركضت الى الأعلى تبحث عنها و بقيت أنا أبحث عنها في الأسفل
---------------
توجهت الى الأعلى .. ابحث عنها. في الغرف و الحمام .. و الخزانة .. و توجهت الى الطابق العلوي و لم أجدها ..
و عدت و نظرت إلى الأسفل و ناديت بمي:" مـــــي ... هل وجدتهما؟!"
-" لا لم أجدهما .. "
ركضت نحو غرفة ريم .. اطرق الباب بقوة .. " ريم.. ريم .. شهد و هالة .. اختفيتا.."
خرجت لمى من غرفتها .. تنظر نحوي بصدمة .. و عادت إلى غرفتها..
فتحت ريم باب غرفتها و تنظر نحوي:" ماذا قلتي؟!"
-" نعم .. غبنا عنهم قليلا .. عندما عدنا لم نجدهما .."
عادت ريم إلى الداخل أخذت العباءة و شالها.. و ركضت نحو الأسفل ..
خرجت لمى و هي ترتدي العباءة و الشال و صرخت في وجهي:" لماذا تركتهما لوحديهما؟!!"
-" لا تبدئي بمعاتبتي ..!" صرخت عليها و توجهت الأسفل
--------
توجهت الى الأسفل و أرى مي تنظر نحوي و في عينيها قلق شديد .. قلت لها:" ابقي في المنزل ..سأذهب للبحث عنهما "
-" سآتي معك" قالت آية
-" لا يا اختي .. ابقي هنا."
-" لا يا ريم .. أريد أن آتي معك.."
حملقت بعينيها الدامعتين ثم قلت:" حسنا .. تعالي معي.."
سمعت صوت لمى تقول:" و أنا أيضا .. سأذهب للبحث عنهما.."
-" لا يا لمى ابقي معي في المنزل.." قالت مي
-" لكن علي البحث عنهما أيضا.."
-" لمى .. انت الكبرى .. ابقي معها هنا.. ستعرفين كيف ستتصرفين إذا وجدها شخص ما و قدم الى هنا.."
نظرت نحوي بغضب و قالت:" حسنا .. لكن عليكٍ أن تطمئنينا .. "
-" حسنا .. هيا يا آية"
-" انا قااااااادمة..يا ريييييييييم..."
رأيت يارا تركض من الدرج و هي تغطي رأسها بالشال..
-" أسرعي .."
خرجنا جميعنا من المنزل..قلت ليارا:" اذهبي و اسألي عنهما في بيوت الجيران"
-" ألن تأخذي السيارة؟!"
-" لا .. لا أظن ان شهد تبعد كثيرا عن الحارة.."
-" حسنا.. سأراك قريبا.."
هززت رأسي ايجابيا و قلت ليارا:" هيا لنذهب و نبحث عنها "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amli.ahlamontada.com
تلميذ الرسول
عضو محترف
عضو محترف
تلميذ الرسول


عدد الرسائل : 1592
تاريخ التسجيل : 09/10/2007

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2007 9:59 am

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://7beberoly.ahlmontada.com
نسمة أمل
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
نسمة أمل


عدد الرسائل : 4364
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

بطاقة شخصية
ملاحظاتي:

عبق الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبق الحياة   عبق الحياة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2007 3:26 pm

الرواية لم تنتهي ان شاء الله ساضع البقية قريبا
ولكن قبل ان اضع البقية اريد تشجيع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amli.ahlamontada.com
 
عبق الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نسمة أمل :: ¤®§][][ الاقسام الادبية ][][§®¤ :: منتدى القصص-
انتقل الى: