موضوع: قصة واقعية .. (( من ينافسني ؟؟!! )) الثلاثاء نوفمبر 06, 2007 4:22 pm
قصة واقعية .. (( من ينافسني ؟؟!! ))
بسم الله الرحمن الرحيم
حبيت احط هذي القصة عشان الكل يعرف معنى الام و الاب ... و عشان نعرف ان صحبتهم جنة
من ينافسني ؟! قصة واقعية احداث القصة ابريل 2002
ان دروب الحياة عديدة منها القريبة و منها البعيدة و منها الشقية و منها السعيدة نقابل اصناف من الناس و من بينهم ( صحبتهم جنة )
اسمي ( ايمان ) عمري احدى و عشرون سنة منذ ثمانية اشعر اعمل موظفة في القطاع الحكومي من اسرة خليجية مكونة من ام و اربعة اخوة و اختان و انا اصغرهم اما ابي رحل عن عالمنا منذ عامين اثر مرض عضال حياتي شبيهة بحياة أي فتاة في هذه الحقبة الزمنية و اهتماماتي منصبة على الزيارات و اللقاءات و التسوق و التنزه فيومي اعيشه بين صنوف من المتع و اللهو و العمل و الاصدقاء
رسمت احلامي بعد ما صار في قبضتي راتب شهري فاشتريت سيارة و هذا ما زاد من خروجي اليومي لشراء و متابعة ما هو جديد في الاسواق بصحبة صديقاتي و افكر بالسفر مع اخي في الاجازة الصيفية فالحياة امام عيني و فكري جميلة حلوة نضرة تسير معي حيثما اريد تعج بالسعاده و الراحة لا اذكر يوما نغصت حياتي مشكلة لانني اعيش لذاتي فلا اشارك اسرتي همومهم فهناك من هم اكبر مني سنا يسمك بزمام هذه المهام الصعبة .
و في يوم من الايام زارني اخي في محل عملي اندهشت لهذه الزيارة راودتني اسئلة كثيرة منها لما حضر دون ان يخبرني او يطلبني على الهاتف و زادت دهشتي عندما امامي و وجهه كساه الحزن و الاسى عيناه دامعتان وشفتاه مرتجفتان فقلت له بلهفة : ما بك ( بو حمد ) !! هل تعاني من مشكلة او عارض صحي ؟؟
بكى امامي فلأول مرة اراه بهذه الصورة رجوته ان يخبرني عن علته قال بعد تردد و تاتأه في كلماته : امي .. يا ايمان في المستشفى اثر حادث مروري .. خارت قواي و دار رأسي ، صرخت صرخة دوت في المكان كله ، احسست بخوف اطبق على صدري بكيت بحرقة خوفا على امي خرجت مسرعه دون وعي ، اريد ان اصل الى مكانها ، اسرع بي اخي الى المستشفى ، و في السيارة لم نتفوه فالحديث انقطع و لكن بقيت دموعنا تنهمر من اعيننا مر شريط ذكرياتي معها منذ ان فهمت روحي معنى الوالدين ، زاحمتني صور امي التي اتصفت بمشاعر الانسانية فهي ام بما تحمله هذه الكلمة من معاني ، ، فمواقفها الجليلة و الجميلة ، كثيرة و عديدة ، فتذكرت اعدادها لحفلات تفوقي ، جلسات تدريسها لي ، نومها في غرفتي عندما يصيبني مرض ، هداياها لي ، ضحكاتها نصائحها ، حديثها ، حنانها ، و حتى توبيخها لي عندما ارتكب خطأ وقفت بي السيارة ، نزلت مسرعة اركض اريد ان تقر عيني لرؤيتها ، اريد ان اشم رائتها ، اريد ان اقبلها ، اريد ان المس يدها و اريد .. آه ... أن اقول لها جملة واحدة لم افكر بها طوال حياتي ( هل انت راضية عني يا امي ) هاهي امامي ممدة على السرير مكبلة بالاجهزة الطبية لا حراك لها و عائلتي حولها ما بين حزين باكي سرحان مهموم و لكنهم جميعا بشعور واحد هو الحزن قولا و فعلا ننتظر خبرا مبشرا من الطبيب بزول ظلام الاسى فعلت مثل ما فعل الاخرون في الاوقات الحزينة . نحمل بين ايدينا كتاب الله عز وجل ، و امسكت المصحف و وقعت عيني على سورة الانسان ، و كم اراحتني اياتها . دعوت الله سبحانه ان تخرج امي من هذه المحنة سالمه .
رجعت البيت ليلا بصحبة اختي و لاول مرة ادخل البيت لا اسمع صوتها و لا اشم رائحتها و لكنني رأيت خفها و غطائها فنظرت لمكانها الذي كانت تجلس فيه لمشاهدة التلفاز شعرت بالوحشة و الوحدة رغم ان اختي بجنبي بكيت .. تحشرج صدري لوعة عليها و كيف سأعيش من دونها فهدأتني اختي و امرتني ان افتح اله التسجيل لسماع ايات الله سبحانه و تعالي قضيت ليلة عصيبة جعلتني انظر لنفسي و مدى اهمالي لامي و تقصيري نحوها . و منذ تلك الليلة و انا ادعو الله سبحانه ان تقر عيني برؤيتها و يتم الله شفائها و بعد ثمانية عشر يوما اجاب الله سبحانه دعائنا و افاقت امي من غيبوبتها ملات الفرحة قلوبنا و عمت السعادة جميع افراد العائلة و لكن السعاده لم تكتمل حيث الفحوصات اوضحت بأن امي لن ترى النور ثانية و ستكون عاجزة عن السير اصدع هذا الخبر رأسي بكيت و نزلت دموعي ساخنة على خدي افكر ما وقع الخبر عليها ارى عينها التي غطت بالشاش الابيض و انظر لرجلها التي صارت ساكنة لا تقوى على الحركة وقف خالي امامها يريد ان يخبرها بذلك فخرجت مشرعة من المكان اخاف ردة فعلها بعد وقع الخبر جلست في المصلى فصليت و دعوت ربي ان يمنحها الصبر و قوة الايمان و القدرة على تحمل الصدمة . ثم رجعت اليها فرأيتها محتسبة و صابرة و راضية بقضاء الله و قدره مرت الايام و تماثلت امي بالشفاء اعددت من راتبي غرفه مجهزة باحدث الاجهزة الطبية ووضعت سريري في غرفتها اسهر على راحتها و البي طلباتها و اعد حاجاتها و نظمت اوقات زيارات اخوتي حتى لا تشعر بالوحدة و الضيق و تعلمت بعض الامور الطبية مثل اعطاء الابر تغيير الماد احضرت لها ممرضة تشرف على صحتها نهارا اثناء تواجدي في العمل الازمها بعد ذلك بقية اليوم اعد لها الاشرطة الدينية لسماعها امرح معها اقرا لها الصحيفه اطعمها بيدي حتى عندما اشتري لها ثوبا جديدا اخذ رأيها به ا افارقها الا لأمرين العمل و تلبية حاجات هامة و ملحه للمنزل ... اعتزلت صديقاتي كما اني لا ادري ما يدور في المجمعات التجارية هجرت المطاعم و الدعوات العائلية و غير العائلية تقدم لخطبتي شاب .. اعتذرت فالحياة الزوجية كم من الواجبات و الحقوق . سأبخس حقها امام ظرف والدتي قد تقولين عزيزتي القارئة اين اخوتك من هذا الوضع كله اقول لك هم لا يبخلون علي بمساعدتهم و لكن وضعهم العائلي يثقلهم في بعض الاوقات ان يكونوا بجنبها و دائما اذكر نفسي باب واحد اوصد و هو باب بر ابي لن يفتح الى يوم القيامة فباب امي مفتوح .. لم اغتنم الفرصة
قارئتي الكريمة ... بلغت الان السادسة و العشرون و لا أبالغ في هذه الكلمات ان قلت لك لم يغض طرف عيني عن والدتي . اشعر بالسعاده بجنبها و اشعر بالراحة بالقرب منها و اشعر بالطمأنينة عندما تثني لعمل اديته لها .
زارتني يوما قريبة لي فسألتني ، ايمان الا تشتاقين لزيارة مطعم او تلبية دعوة فرح او قضاء يوم خارج البيت مع صديقاتك ؟! قلت لها : نعم اشتاق لذلك .. و لكن سبحان الله سرعان ما يتبدد هذا الشوق و يتلاشى امام لمسة يد امي ، او قبلة على رأسها و ضحكة تخرج من صدرها او دعوة تنطق من لسانها . و استوقفتني قريبتي سائلة قبل خروجها : ما سر البرواز الذي وضع بجنب سريرها و كتب عليه (( وقصى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما . و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )) 23 – 24 من سورة الاسراء
قلت لها : هذه الايات عندما اقرأها تكبت وسوسة نفسي و تريح ضيقي و حتى يا ابنة عمي تشحذ همتي ، و تبدد فتوري نحو طاعتها و حتى يا عزيزتي استمر في برها الى ما شاء الله .
امي .. ما بدت ذكراك التي احتضنتها و قلت بملء صدري الله اكبر احبك في ذات الاله تقربا لعلي بهذا الحب في الله اوجد
اشكر صاحبة القصة التي قبلت بكتابتها و نشرها بعد تردد طويل في ذلك خوفا من الرياء و السمعة و اقول لها في ميزان حسناتك ايمان