ما الذي فعله هذا الرجل المعاصر ليبشره الرسول بالجنة ؟
ذهب إلي الحج .. وفي الليلة الأولى من ليالي منى يرى الرسول صلى الله علية وسلم في المنام ويقول له : اذهب إلى فلان ابن فلان في مكان كذا وبشره بالجنة ( وذكر الاسم والمكان ) ..
وفي الليلة التي تليها يرى أيضا الحبيب عليه الصلاة والسلام ويقول له : اذهب إلى فلان في مكان كذا وبشره بالجنة .. وفي الليلة الثالثة تكرر نفس الرؤيا وبعد انتهاء الحج رجع الرجل إلى بلده وكله شوق ليذهب لهذا الرجل ..
وبعد استفسار وسؤال وصل إلى بيته فأخبروه بأنه جالس في المقهى المجاور فذهب إليه فوجد رجل ليس عليه سمات الصلاح فأصابته الدهشة لما رآه وقال له أريدك بعيدا عن هذا المكان فدخلا مسجداً كان قريباً ..
وقال له أسألك بالله ماذا تفعل من طاعات فقال له : ما عندي شيء إلا الصلوات الخمس في المسجد إلا أني لي جار توفي منذ سنوات فجعلت راتب تقاعدي كله لأولاده ، فحدثه الأخ بما حصل له في الحج برؤيته للرسول علية الصلاة والسلام وتبشيره له بالجنة فبكى الرجل بكاءً شديداً واستقام على الطاعة والعبادة والتزم المسجد حتى توفاه الله .
وقفة : أخي الحبيب دخول الجنة أغلى ما فاز به المؤمنون فكيف بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فيها !؟ تلك الدرجة ينالها المحسنون إلى الأيتام .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسبابة وفرج بينهما شيئاً ) رواه البخاري .
قال الإمام ابن بطال رحمه الله : حق على من سمع بهذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة , ولا منزلة في الآخرة أعظم من ذلك .. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ويكفي في إثبات قرب المنزلة من المنزلة أنه ليس بين الوسطى والسبابة أصبع أخرى ..
وكفالة اليتيم لا يشترط لها أن تكون من أرباب الأموال الطائلة بل من ضم يتيماً إليه وأطعمه مما يأكل وسقاه مما يشرب نال بمشيئة الله تلك الدرجة .. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ) صحيح الترغيب للألباني .
فيا حريصاً على ما ينفعه إن أمكنتك الفرصة من كفالة يتيم فلا تضيعها وإن كنت غير مستطيع فدل غيرك لهذا العمل العظيم ولك مثل أجره يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) ..
أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يوفق لحسن المتاجرة معه سبحانه .
المصدر / الشيخ صفوت حجازي